مصر العروبة، مصر العراقة والحضارة، تئن من وطأة الألم، ويتوجّع لأنينها الشرق بأكمله.
لكأني بها تردد:
أنا إن قدر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
مصر الثقافة، والحرية، ينهش بعضها بعضاً، كانت كالجسد الواحد، فانشطر، سقطوا في هاوية الفرقة والخلاف، شطر مؤيّد، والآخر معارض.
يتمزّق الجسد المصري والعالم ينظر، لكأنما سرت فيه الآكلة، تسرح في الجسد فتدمّر وتخرب، ولا شفاء منها إلا ببتر العضو الفاسد فيها.
اختلطت الآراء، زجّ بالحابل والنابل، فعصي التشخيص، وعشيت الرؤية، واستفحل المرض.
الحرمان والجوع والفقر، موانع الحياة الكريمة، وعقبات في وجه المستقبل.
«لو كان الفقر رجلاً لقتلته» أتراهم علموا بأن الفقر رجل؟ وأيقنوا بأن الشر لا يندفع عن الناس بغير دافع، فثارت ثائرتهم.
«مصر أم الدنيا»
شعب مصر الأديب الأريب، الطموح للعلم والمعالي، يوجعنا ما آل إليه من الفرقة والشتات، والفتنة ?أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا?
شباب مصر، «زينة في الرخاء، وعدة في البلاء»
سلاما شباب النيل في كل موقف
على الدهر يجني المجد أو يجلب الفخرا
شباب نزلنا حومة المجد كلنا
ومن يغتدي للنصر، ينتزع النصرا
انهضي يا مصر الحضارة والفن
الحدث العارض - بإذن الله - شغل العالم برمته، ذلك أن مصر عظيمة، ولها في النفوس مكانة كبيرة.
نحبك يا مصر، ونرفع أكف الضراعة لله بأن يزيل الغم، ويفرج الكرب، ويكشف الهم، والفجر آت لا محالة، وستبقى مصر حرة أبية.