أكَّدَ سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن مضاعفة المخالفات المرورية التي يمارسها نظام «ساهر» هي من الربا المحرم، وطالب الإدارة العامة للمرور بالبحث عن بدائل أخرى غير مضاعفة القيمة الأصلية للمخالفة، لأنها كما جاء قوله في محاضرة لسماحته: «خطر أكل أموال الناس بالباطل وأثره في الفرد والجماعة».. لا تصح، باعتبارها ربا منهي عنه.
كنت أود لو أنني حضرت محاضرة الشيخ التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله مساء الأربعاء قبل الماضي، لأسأل سماحته عن الحكم الشرعي الذي سيقع على الإدارة العامة للمرور، لو هي تجاهلتْ هذه الفتوى الصادرة من المرجعية الأعلى للإفتاء؟! وهل سيقع الحكم على مدير نظام «ساهر»، أم على المدير العام للمرور، أم على أعضاء اللجنة التي قررت مضاعفة المخالفات؟! وأكيد أن كثيراً من الناس، تمنوا لو حضروا المحاضرة، لكي يسألوه عن الحكم الشرعي بتلاعب المرور في وضع لوحات تحديد السرعة، وفي إخفاء الكاميرات ومفاجأة الناس بها.
إن التذمر من ساهر ومن كاميراته وآليات احتساب مخالفاته، صارت ظاهرة عامة، تشمل الإنسان البسيط والمسؤول والمثقف والشاب وعضو مجلس الشورى ورجل الأعمال وأستاذ الجامعة. الكل يريد أن يفهم، لماذا يصر المسؤولون في الإدارة العامة للمرور على تحويل «ساهر» من صديق توعوي مصلح لأحوال الناس، إلى بعبع يمتص دماءهم، وتصدر ضدّه الفتاوى الشرعية ولا يستجيب لها؟!.