|
مكتب الجزيرة - دمشق - خليل حسين
أعرب مثقفون ورجال دين مسلمون ومسيحيون سوريون ولبنانيون عن ابتهاجهم لتماثل خادم الحرمين الشريفين للشفاء وعودته سالماً إلى الأراضي المقدسة، مؤكدين في تصريحات (للجزيرة) أن خادم الحرمين الشريفين الذي يسير على نهج والده الملك عبد العزيز رحمه الله، في حمل هموم الأمة العربية والإسلامية وأن المبادرات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين من المبادرة العربية للسلام التي أطلقت في قمة بيروت العربية 2002، وكذلك مبادرته لحل الانقسام الفلسطيني ودعوته الأطراف الفلسطينية وتوقيع اتفاق مكة، ولعل آخر مبادراته هي دعوته الأطراف العراقية.
وثمّن رجال الدين الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين لحوار الأديان لإيمانه بأن حوار الأديان يؤدي إلى خلق جسور تواصل وتفاهم بين أبناء الأديان المختلفة مما يساهم في زيادة تواصهم لما فيه خير تلك الشعوب. إضافة إلى مده يد الخير لعون المسلمين الذين تتعرض بلادهم لمحن وكوارث.
وأكد المفكر السوري الدكتور جورج جبور على أن فترة حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تميزت بارتباطه بقضايا أمته العربية.
وقال جبور: «أذكر في هذا الصدد مؤشرات كثيرة لعل أبرزها هو أنه ابن الملك عبد العزيز والحامل لهمومه وأهمها أنه عندما ناقش الملك عبد العزيز الرئيس الأمريكي روزفلت في موضوع حق اليهود الصهاينة في أن يأتوا إلى فلسطين وكان موقفاً رائعاً من الملك عبد العزيز بمواجهة الرئيس روزفلت في شهر شباط عام 1945 حين زار روزفلت المنطقة، وقال روزفلت للملك عبد العزيز: أتاكم هؤلاء وأنتم وهم فقراء ومستضعفون مضطهدون وأنتم أهل شهامة وأنتم من يلوذ به الضعيف فأحسنوا معاملتهم، فقال له: ومن اضطهدهم يا سيادة الرئيس، فقال روزفلت: اضطهدهم الألمان، فأجابه: أليس من الطبيعي أن تكون لهم أرض في ألمانيا حيث اضطهدوا ولم يستطع الرئيس روزفلت أن يجب على هذا المنطق الذي يتمسك بالعدل بحرفية العدل». وأضاف جبور: «من هنا الملك عبد الله يتابع رسالة والده رغم تغير الظروف فهو لا يرى أن ثمة مكاناً لدولة عدوانية في أرضنا العربية، وهو حينما كان قائدًا للحرس الوطني كنا نتابع خطواته في هذا المجال»، وتابع المفكر السوري: «أذكر أنني ساهمت في مؤتمر الجنادرية الذي يقيمه الحرس الوطني وكانت هناك جلسة خاصة ضمت بعض المثقفين العرب، وكان واضحاً في حديثه أنه لا يقبل أن يسلب من الفلسطينيين حقوقهم الواضحة وأنه مستعد دائمًا ليفعل ما في وسعه لكي يحفظ حقوق الفلسطينيين».
وأردف جبور في حديثه: «نذكر أيضًا للملك عبد الله أنه موال لسورية وللعرب جميعاً وانه أتى لسوريا وذهب والرئيس بشار الأسد إلى لبنان في زيارة تاريخية إلى دولة مهددة بسلمها الداخلي ومهددة من العدو الصهيوني.. وتابع العالم هذه الخطوة وهو ينظر إلى القائدين الكبيرين في ظرف نعرف أن لبنان يمر به وهو ظرف حرج بكل معنى الكلمة، والجميع ينتظر القرار الظني من المحكمة الدولية والجميع يعرف أن هناك عناصر من حزب الله مستهدفة من هذا القرار وارى أن الجهود السورية السعودية واجبة
لصيانة السلم الأهلي في لبنان».
وأشار جبور إلى أن خادم الحرمين الشريفين هو صاحب مبادرة السلام العربية التي أقرها مؤتمر القمة العربية في لبنان عام 2002 وما يزال العمل العربي جارياً لتنفيذ هذه الخطة، مضيفا أنه من الواضح أن إسرائيل لا تريد أن يكون هناك سلام وهذا أمر لا ريب يدركه الملك عبدالله، ونحن نتطلع إلى الخطوة
الجديدة سيتخذها الملك وسيتخذها القادة العرب لأجل الوصول إلى سلام في المنطقة بعد أن فشلت جهود الوساطة الأمريكية في إيقاف الاستيطان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة».
وأعرب جبور عن أمله في أن يقوم الملك عبد الله بما قام به والده - رحمه الله - الملك عبد العزيز ويجابه الرئيس الأمريكي لأن الاستيطان جريمة حرب ومن يقوم بالاستيطان هو مجرم حرب ومن يدعم الاستيطان كذلك وهو قادر على أن يمنعه فهو شريك بالجرم، ولا أستثني أحدا من الإدارة الأمريكية.
وختم جبور: «أقر وأعرف متطلبات السياسة الدولية التي لا ينبغي أن تبنى على غير الحقائق الدولية وغير القانون الدولي وعلى غير المبادئ السامية التي عليها أنشئت المملكة العربية السعودية والأمم
المتحدة وعليها أنشئت جامعة الدول العربية، ثمة زيف كبير في إقامة السلام العادل والشامل وفي المفاوضات التي تجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والملك عبد الله وبحكم دور ومكانة المملكة العربية السعودية مرشح لكي يبطل هذا الزيف بموقف قيادي نعرفه عنه ونعرفه عن قادة المملكة منذ قيادة المغفور له الملك عبد العزيز».
وعن جهود الملك عبدالله الدولية وثمارها في دمج المجتمعات وإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام فقد قال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي: إن كل مبادرة تدعو إلى حوار الأديان وحوار الإسلام مع المسيحية واليهودية ومع أي دين لا تكون بالضرورة من صنع أصابع خارجية، كما يحاول البعض أن يروج، وما قام به الملك عبد العزيز كانت دعوة جادة بينما بعض المؤتمرات التي عقدت بعد الدعوة التي أطلقها الملك عبد الله هي كانت نتيجة خطط خارجية وافدة، فإذا ضمنا أن هناك حوارات إسلامية مسيحية، إسلامية والآخر أين كان بشرط أن يكون مصدر هذا الحوار ذاتي وهذا شيء رائع.
بدوره قال البطريرك أغناطيوس يوسف يونان بطريرك السريان: «نحن نرحب بكل مبادرة تجمع كل أطياف شعوبنا لا سيما مبادرة خادم الحرمين الشريفين، وهو ينطلق من مكانة المملكة ودورها المهم على المستوى الدولي وكذلك أهميتها في العالم الإسلامي، هذه المبادرة علينا أن نشجعها وخاصة في هذه الظروف الحرجة وأن نطورها لكي تأتي بالنتائج المطلوبة ونحن اليوم كمسيحيين نرحب بهذه المبادرات وندعو كما دعا الملك عبد الله أن يحل التفاهم والسلام على الجميع.
من ناحيته قال مفتي سوريا أحمد حسون: «إن من اللحظة التي بويع فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رأينا أن هنالك سياسية جديدة بدأها الملك عبد العزيز، والآن تتألق في أن هموم المسلمين هي هموم المملكة ثم أن هموم الإنسانية ليس فقط المسلمين، وهو يتحرك بكل الاتجاهات لذلك لبنان جزء من قلبه».
وتابع حسون: «ندعو إليه خطباء المساجد ورجال الدين المسيحي ليقولوا إن هذا الحوار (الحوار بين
الأديان) هو بداية نهوض الأمة العربية والإسلامية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين كأب للجميع، والرئيس بشار الأسد كأخ للجميع وأن زيارة الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين إلى لبنان وهما ينزلان من الطائرة ليطفئا نار الطائفية والفتنة ونار العداوة ويشعلوا نار الحب».
وبموازاة ذلك الداعية الإسلامي الدكتور راتب النابلسي لفت إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما تحرك في طرح أكثر من مبادرة عربية من فلسطين إلى لبنان ثم إلى العراق هو يعلم بحكمته أن الورقة الطائفية هي الرابحة بيد أعدائنا، ونحن بوعينا ومحبتنا وفهمنا العميق نسقط هذه الورقة من أيديهم.
وأردف الشيخ الدكتور حسين شحادة قائلا: «نسأل الله أن يمن على الملك عبد الله بالصحة والعافية دائماً والشفاء العاجل ويعود إلى وطنه سالماً معافى من أجل أن تستمر رسالته العربية في التضامن العربي وفي الإخاء العربي وفي خلق المناخ الذي كان له الكثير في إزالة الحواجز السياسية التي حكمت شرقنا الأوسط منذ احتلال العراق ومنذ العدوان الإسرائيلي على لبنان وحرب غزة».
وأضاف شحادة: «يبدو لي الموقف المتميز الملك تجاه لملمة الشمل العربي من شأنها أن تفتح لنا الأفق الواعد في تحصين جوانب الاستقرار في عالمنا العربي، ونحن واثقون ومطمئنون إلى أن الدور المحوري
السوري والسعودي يشكلان معاً قوة حقيقة في مواجهة أطماع الغزاة والاحتلال.
وأردف: « نسأل الله أن يحفظ الملك وأنا أعرفه شخصياً وشهدت في شخصيته الشهامة والنبل والكرم
وتلك الروح الحريصة على تمتين أواصر الإخاء بين المسلمين والعرب في كل العواصم ولا يخفى على أحد في العالم العربي والإسلامي حقيقة دور الملك عبد الله في إغاثة الكثيرين.