الحمدلله الذي جمعنا بقائدنا بعد رحلة استشفاء من الله عليه بتمامه، وأكرمه - بإذنه - بالأجر لما أصابه، وقد كان الجميع منتظراً قدومه الميمون وإطلالته البهية التي يتفيأ الناس ظلالها أمنا وأمانا بفضل الله أولاً ثم برعايته وحرصه ورجال حكومته المخلصين.
ولقد كان المؤمنون المصلون في أنحاء المملكة يلهجون بالدعاء له بآمين بعد أن يدعو الخطباء له حفظه الله بالعافية في أواخر خطبهم محبة له وولاء لمقامه الكريم، واستشعاراً بالواجب الشرعي لولاة الأمر في صحتهم ومرضهم، وما سمعناه من أوامر ملكية تدل على حرصه الدائم على ما ينفع الناس ويخفف عنهم الأعباء المتزايدة ويزيل عنهم الأثقال التي حطت عليهم من آثار الحياة المدنية المتعددة.
وليس ذلك بغريب عليه فهي من مسؤولياته الجسيمة وأمانة عمله العظيم، ويسعى جاهداً ليسد كل خله ويزيل كل عثرة، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً قياماً بواجبه الكبير وكم للدعاء من أثر عظيم في إلانة قلوب الكبار على الصغار، والمسؤول عن الرعية وهو بحمد الله كما هو معلوم عنه شديد الحرص على ما ينفع الناس زاده الله عافية وقوة وقرباً من رعيته وجزاه الله خيراً على ما قدم ويقدم تجاه بلاده وأمته.
لقد اشتاقت البلاد لأبيها وقائدها وها هي تلبس حلل الزينة والبهجة بعودته وكأني بذلك الشاعر العربي يقول فيه ذلك البيت المشهور:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
وزال عنك إلى أعدائك السقم
فالحمدلله على عودته معافاً سالماً، بين رعيته وأبناء مملكته السنية، زادها الله إيماناً وأمناً واستقرارً وازدهاراً.
(*) وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد