|
الجزيرة - فاطمة الرومي
شهدت الساحة الثقافية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حضوراً بارزاً في العديد من المحافل الإقليمية والدولية، كما شهدت إنجازات متعددة، نظير ما توليه حكومة المملكة من اهتمام بالغ بالمثقف وقضاياه وهمومه الفكرية.
وبدأ هذا العهد الزاهر تأسيساً لفعل ثقافي امتد وهجه إلى أقطار كثيرة، من خلال العديد من الفعاليات من أبرزها الأيام الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام مع العديد من الدول الصديقة، إضافة إلى المشاركة في معارض الكتب الدولية التي يؤمها المثقفون من أقطار شتى.
يقول الأديب الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى: إن حركتنا الثقافية واكبت عطاءات ومنجزات الملك عبدالله الحضارية والاقتصادية والاجتماعية.. فها هي اللقاءات والمنتديات الثقافية تعمر المؤسسات والأندية الأدبية إضافة إلى مشاركاتنا الخارجية حيث أضحت تعطي صورة جيدة عن ثقافة وعطاء الإنسان السعودي. ولفت الأديب القاضي إلى حركة التأليف في المملكة، واعتبرها من أكثر الدول العربية في حركة النشر والطبع.
من جهته أبان الدكتور عبدالرحمن المحسني أن الثقافة ليست قصيدة أو سرداً ولكنها بناء فكرياً يسهم في بناء الوطن وهو وعي تدركه هذه الدولة حفظها الله، وقال: المثقف يتمايز عن غيره بأن وطنيته تتشظى وعياً في اتجاهات البعد الثقافي المختلفة.. فهو الكاتب وهو الموجه وهو المحرك للثقافة البنائية، ويمتلك مع وهج وطنيته فكراً تنويرياً يجعل منه ركيزة أساسية في البناء، وقد أدركت هذه البلاد ذلك فشهدت الثقافة في عهد خادم الحرمين بداية وزارتها الفتية (وزارة الثقافة والإعلام) التي تولي اهتمامها البالغ بالمثقف وقضاياه وهمومه الفكرية، وبدأت تؤسس لفعل ثقافي امتد وهجه إلى أقطار العروبة والإنسانية عموماً من خلال أيام ثقافية تنتقل من دولة لأخرى حاملة مشاعل الثقافة والتنوير وناقلة عمق ثقافة المكان والإنسان. ومن خلال معارض للكتاب يؤمها المثقفون من أقطار شتى. وقس على ذلك الفعل الثقافي من خلال منابر الثقافة في الأندية الأدبية. وفي منابر الثقافة في الملاحق الصحفية حتى أصبح الأدب السعودي وجهة ثقافية يشار لها بالاعتراف والحضور..
أما الدكتور عبدالله الوشمي رئيس النادي الأدبي بالرياض فقال: عندما ينظر المثقف إلى التحول الذي حدث خلال السنوات الماضية من عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يدرك أن هناك رؤية إستراتيجية خطط لها بوعي، ونحن نعي بأن وراء التحول والتغير الاجتماعي حركة علمية ومعرفية، ولعل أبرز مظاهر التغيير التي طرأت في الجانب العلمي تجلت في القفزة الضخمة في عدد الجامعات، إضافة إلى الانفتاح الكبير في برنامج الابتعاث، وليس انتهاء بافتتاح جامعة الملك عبدالله العالمية، والاستعداد لافتتاح جامعة الأميرة نورة، وغيرها من المشاهد الثقافية، والإعلان عن عدد من الجوائز المحلية والعالمية في الترجمة والأدب وغيرهما.
وأشار الوشمي إلى الجانب المعرفي في ثقافة الحوار الوطني وقال: بدءاً من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومروراً بقضايا متعددة بدأت تُطرح للحوار على جميع المستويات السياسية والاجتماعية. مبيناً أن من مظاهر التغيير المعرفي، الانفتاح على المُختلِف الداخلي والعربي والعالمي، وأخيراً وبمثابة محصلة للتغييرين العلمي والمعرفي يمكن أن نشير إلى التغيير الاجتماعي، وهو الأصعب، إذ إنه يتعلق بتقاليد وموروثات متشعبة، ومن هنا كان التغيير الذي يتعلق بهذا الجانب هو الأظهر، وهو تغيير يتعلق بأساس الرؤية، وبما لا يتعارض مع الثوابت الرئيسة.
وأفاد أن هذا التحول الكبير ضمن مسيرة التنمية الثقافية في بلادنا، يسير على مسارين أولهما في مضمار الجانب الثقافي، والآخر يمثله الانفتاح المعرفي العلمي والتقني الكبير، وما واكبه من قفزات نوعية في التخصصات وأعداد الجامعات.
الرؤية السديدة لحراك المجتمعات تدل على أن مجتمعنا قد حقق مكتسبات عالية الجودة في فترات قياسية، ونحن نبتهج بذلك، ونتطلع بقيادة خادم الحرمين الشريفين أن تستمر حركة التحديث والترشيد المعرفي ضمن الأطر التي قامت عليها البلاد، ونستشرف أفقاً خصباً لمخرجات المؤسسات الثقافية التي تم تدشينها في هذه السنوات.
وعلق الفنان فهد الربيق في هذا الصدد بقوله: إننا نعيش في زمن خادم الحرمين الملك عبدالله الذي ملأ البلاد حقولاً من العطاءات في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية، وأتذكر زمن الملك فيصل -رحمه الله- حين كنت في بداياتي وعهد الملك خالد وقد كنت في أوج مرحلتي التشكيلية وأتذكر عهد الملك فهد حيث أينعت وريقاتي التشكيلية وأزهرت.
وتابع بالقول: وعهد الملك عبدالله هو مرحلة الفرحة ليس بفني شخصياً وإنما بنهضة الحركة التشكيلية مؤكداً أنه العصر الذهبي للحركة التشكيلية وحديثي مبنياً على هذا التطور الثقافي الذي أخذ منه الفن معاصرته ورقيه مما أوصل للعالمية، فالثقافة والفن لا تنبت ولا تورق إلا في أريحية للمكان والزمان، إذن هي مرحلة لسياسة بناها موحد الجزيرة وخطّوا بها أقلام أبنائه مواصلين مسيرة البناء، أما عن طموحاتي كمبدع فأنا أطمح أن يولد في هذا العصر الذهبي متحف يجمع عطاءات الرواد وأنا واحد منهم وكيف لا يكبر هذا الطموح ويصبح قابلاً لأن يصبح حقيقة ماثلة وأنا في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله؟
كما أطمح إلى أن أقدم بين يدي مولاي خادم الحرمين لوحة انتهيت منها مؤخراً تعبر تعبيراً صادقاً عما أكنه لخادم الحرمين من حب وتحمل دعوات خالصة بأن يحفظه الله لهذه الأرض.
من جانبها قالت الأستاذة طيبة الشريف الإدريسي: تاريخياً يسجل للحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية على مدى نشأتها عبر آفاقه أجيال.. من المثقفين والناهضين بالحركة الثقافية وتبلورت مسيرة هذه الحركة عندما أطرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ضمن أهم الأرضيات الخصبة لأمة واعية ومفكرة لها تاريخ في ولادة المفكرين والأدباء والمثقفين..فأمدهم بالروافد وهيأ لهم الآفاق.
فأصبح عهده الذي يطلق عليه بعض المثقفين (عهد الرقي بعقل المواطن) وتحولت ثقافتنا من ترف نظري إلى الوجهة الحضارية العالمية وأخذنا حفظه الله من أحلام الأفق الضيق لمفهوم الثقافة إلى واقع متطلبات العصر وجميعنا يلمس ويتعايش مع الواقع الجديد والمناخ الصحي للمثقفين بكل مضامينه الملموسة بدءاً من المدارس وما كرس فيها من وسائل رافدة للثقافة العالمية وما تلاها من منابر فكرية وثقافية وجامعيه متعددة المجالات.
ولا نملك حق التقويم الفترة لأن الشجر الذي غرس يينع يوماً بعد الآخر والحصاد يحتاج إلى مد زمني حتى تنضج ثماره ولكن في الرؤيا نجد أن ما يحدث على الساحة الثقافية إنما هو نهر جار يغري الواردين بالنهل منه إلى حد الارتواء والتورق.
وأوضحت الإدريسي أن ما تحقق للمثقفين وما نشهده اليوم من وعي المسؤولين بالثقافة وشؤونها يبشر بخير كبير وينبئ عن جيل جله من المثقفين وما يحدث اليوم هو تطبيق للقول (دع ألف زهرة تتفتح) يعبر من خلالها عن الطموحات والآمال والمخاوف وأقصد الروافد الثقافية والانفتاح الواعي الهادف والبناء في صياغة الجيل اليوم نحن كمثقفين نساهم في البناء من أجل الجيل القادم وهذا يرضينا طالما أن القادم يحقق الطموح.
وقال الدكتور عالي القرشي في حديث ل(الجزيرة): تشهد بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين حراكاً ثقافياً نوعياً، فعلى المستوى الفكري تنهض حوارات، وتقدم رؤى وأفكار، وتعاد القراءة لكثير من المعطيات، تنتج عنه إصدارات وحوارات بها التنوع والعمق، وعلى المستوى الإبداعي أضحى إبداع البلاد مشهوداً في الرواية، والشعر، والقصة القصيرة، والنقد، والمسرح، والإنتاج السينمائي... وفي هذا الشأن حصدت لبلادنا جوائز متعددة من هيئات ومؤسسات عالمية، وإذا يممنا شطر الشمول الثقافي وجدنا التفوق العلمي وما حققت بلادنا في هذا السبيل من إنجازات في الطب، وفي المخترعات العلمية، مما جعل أفراداً من هذه البلاد يتبوؤون مقاعد قيادية على مستوى العالم.
وإذا أجلنا النظر في أسباب ما تحقق نجد وراءه فتح أبواب الحرية، والانفتاح، والتعددية والحوار، والإنفاق السخي على الثقافة والفكر والبحث العلمي، وتهيئة الأجواء المحفزة والمنتجة، وكانت خطوة الحوار وإشاعته من الأجواء التي خلقت حرية التفكير والبحث اجتماعياً خدم القيادة في توجهها، دون وجل من الفكر والثقافة.
ورأت الأديبة شريفة الشملان أن الحركة الثقافية توسعت كثيراً في عهد الملك عبدالله أمده الله بالصحة والعافية. وهذا التوسع والنشاط شمل النشاط الداخلي وحركة المؤسسات الثقافية مع المؤسسات الأهلية بالأنشطة الثقافية والأدبية.
وقالت: هذه الأنشطة أصبح لها هامش من الحرية سواءً حرية الحركة في التدخل أو حرية التواصل مع الدول الأخرى هذه المناشط للنموذج الثقافي، وأدت لتفتح العالم على ما لدينا ومعرفة من نحن، وكيف نفكر ومن جهتنا نحن أصبح لدينا علاقات جميلة مع الأدب والثقافة في العالم، لا ننكر أن هذا التقدم لم يسر كما نتمنى له، ولكن على الأقل النوافذ مشرعة للثقافة والأدب.
وعلى ذات الجانب اعتبرت التشكيلية هدى بنت جودة العمر أن الملك عبدالله قائد عظيم لن يتكرر في تاريخ يملؤه الورد والريحان فهو الملك الإنسان، وقالت: من منطلق تخصصي كفنانة تشكيلية وجدت أنه ربما ريشتي قادرة أكثر من الكلمات على التعبير عن الغبطة والبهجة بألوان مشرقة كوجه مقامه السامي الكريم معبرة بفرحة عودة قائد عظيم لن يتكرر في تاريخ يملؤه الورد والريحان فهو الملك الإنسان. في عهده أنا المرأة سعودية رافعة الرأس بعزة النفس والإسلام ومد يده يهديني تاجاً مرصعاً بالآمال ويقول مشجعاً إليك العلم والثقافة فإلى الأمام. أحمد الله على سلامتك يا أبا متعب فالشمس في ألواني فتحت نوافذها وهلل ضياؤها يهديك أجمل تعبير في لوحات.
وأضافت بالقول: أهنئ نفسي كما أهنئ جميع مواطنين المملكة العربية السعودية بعودة القائد الرائع والأب الحنون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى الوطن سالماً معافى. أنها بهجة وفرح وسعادة بعد ترقب وانتظار فقد تعودت كمواطنة أن أستمع لكلمات مقامه السامي من خطب لم تخل من الحكمة والتوجيه السديد ومؤازرة المرأة ودعمها في شتى ميادين الثقافة والعلم.