بمناسبة عودة ملكنا «ملك الإنسانية» أطال الله في عمره لأرض الوطن معافى، تذكرت كلمته الحنونة بشأن النساء وهو يوصف حالته الصحية التي شخصت سابقاً بأنها «عرق النسا» بصوته الأبوي وعبارته التي لن ننساها أبداً «ماشفنا من النساء إلا كل خير» حيث أحدثت ردود فعل قوية ذات آثار نفسية إيجابية على الجميع وليس على نفوس النساء فقط واللاتي اعتبرن هذه الكلمة تاج على رؤوسهن. فهذه العبارات البسيطة التي دخلت للقلوب لدليل على أن النساء السعوديات بخير وما يحدث لهن من صعاب تواجه مطالبهن الحياتية، أو تقف حجر عثرة أمام حقوقهن الشرعية لاعلاقة لها بالنظام السائد في البلاد، بقدر ماهي قصور بشري وإهمال في تطبيق الأنظمة نتيجة لمستوى الأمانة الضعيف لدى بعض القائمين على حقوق الناس! وبلاشك فإن تلك الحقوق لن تضيع تحت الكراسي أو في ثنايا الملفات المتراكمة عندما يطالب ذوو الحقوق بحقوقهم وخاصة النساء اللاتي سخّرت حكومتنا الرشيدة لهن الكثير من الجهات الإدارية والحقوقية والأمنية والاجتماعية لخدمتهن والوقوف على حاجتهن أو شكواهن من أي أذى واقع عليهن. وهذا ماألمسه شخصياً وبشكل يومي من خلال تحويل العديد من المعاملات الإدارية من مختلف الجهات الحكومية بمتابعة وحرص من الحاكم الإداري المتمثل في «إمارة منطقة الرياض» على دراسة تلك الشكاوي المتعددة في مطالبها، والمتباينة في احتياجاتها، وتحقيق مايمكن تحقيقه لها من خلال السبل المتاحة لنا في وزارة الشؤون الاجتماعية ومن خلال الإدارة العامة للإشراف النسائي الاجتماعي بمنطقة الرياض وغيرها من الإدارات الأخرى على مستوى المناطق التي لاتغفل تلك الشكاوي سواء كانت حقيقية أو كيدية.
خاصة أن سقف الحرية في إبداء الرأي والتعبير عن المظالم، بدأنا نلمس ارتفاعه ووضوحه لنا جميعاً، فالوضع الحالي يحمل الكثير من الجرأة والقدرة في المطالبة بالحقوق، والمطالبة بالحياة الآمنة حتى على مستوى الأسرة نفسها، وظهور الجهات الحقوقية في السنوات الأخيرة ماهو إلا لمواجهة تحقيق هذه المطالب من خلال حرص قيادتنا الفاضلة على حقوق النساء، ماهو إلا امتداد لتطبيق شريعتنا الإسلامية التي تنص على احترام كرامة الإنسان وعدم مهانته عند السؤال أو الشكوى، ولنا كذلك في المواقف النبيلة التي تحملها السيرة النبوية الشريفة أعظم رسالة نقتدي بها في التعامل مع هموم الآخرين وخاصة النساء والأطفال، فالمرأة تحت هذه المظلة الآمنة تستطيع تمكين نفسها من النجاح عندما تستطيع أن تدير نفسها قبل مطالبتها بإدارة الآخرين، وأن تعرف كيف تطالب بحقوقها بدون ظلم الآخرين! وأن تتسلح بقوة انتمائها لوطنها بوجود رجال صالحين لايرضون بالظلم لها وعلى رأسهم مليكنا أمده الله بالصحة والعافية فالمشاعر التي عبر بها عن دور المرأة في حياته من خلال المقابلة الحصرية معه على شبكة التلفزيون الأمريكية أي بي سي نيوز بقوله: «أؤمن بقوة بحقوق النساء: أمي امرأة وأختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة». لأقوى دليل على رفضه وجود من يهضم حقوق النساء قهراً وسلطة أو تكاسلاً وتخاذلاً! ولن تقف مظلمة النساء في هذا الزمان إلا عندما تتكرر حادثة تلك المرأة التي لقيت عمر بن الخطاب وهو يسير مع الناس، فاستوقفته فوقف لها حتى قضت حاجتها وانصرفت، فقال له الرجل: ياأمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز؟ قال: « أو تدري من هذه؟ « قال: لا « هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما أنصرفت عنها حتى تقضي حاجتها «.