مع كامل التقدير والاحترام للزميل العزيز عبدالله العجلان الكاتب المميز في صحيفة الجزيرة وما طرحه في زاويته ليوم أمس حول عدم تمكين مدراء المراكز الإعلامية في الأندية وأعضاء مجالس إدارتها من الكتابة الصحفية وطرح آرائهم وأفكارهم عبر الإعلام واعتبار ذلك أحد أسباب الخلل الذي تعانيه الرياضة السعودية إعلامياً أقول: إننا لو طبقنا هذا المبدأ وهذا المنطق فإننا سنكون أمام ضرورة إبعاد كل المنتسبين للوسط الرياضي واستبدالهم بأشخاص يحضرون من المريخ لإدارة رياضتنا والكتابة عنها ومناقشة شؤونها.. فالمتابع الرياضي أمام عمل مترابط أساسه الأندية ومنسوبيها الذين يعملون في كافة المناصب الرياضية في اتحاد الكرة ولجانه وعلى صعيد الإعلام أيضاً.. فالساحة الرياضية مليئة بمن يعمل باتحاد الكرة ويمارس دوره في الأندية والإعلام محللاً وكاتباً وناقداً وأولهم زميلنا العزيز الأستاذ عبدالله العجلان الذي أتمنى أن يبدأ بنفسه وأن يعتزل الكتابة الصحفية لأنه أحد العاملين في لجنة الإعلام والإحصاء وهي إحدى لجان اتحاد الكرة السعودية.. فضلاً عن عدد كبير من العاملين في مختلف اللجان سواء الفنية أو المسابقات أو الاستثمار أو غيرها، ولذلك ليسمح لي الزميل العزيز أن أقول: إن السبب الرئيسي في الحالة الإعلامية المتأزمة للرياضة السعودية هي إسناد الأمر لغير أهله وتسلم عدد من المتعصبين والمتأزمين لمناصب قيادية على صعيد كرة القدم السعودية كشفت الأحداث اللاحقة أنهم مجرد مشجعين متعصبين لأنديتهم يتولون مسؤولية جسيمة في رياضة الوطن ليسوا أهلاً لها.. ولننظر كيف أن أعضاء في اتحاد الكرة السعودية وممثلين سابقين له في الاتحاد الآسيوي كشفوا عن وجوههم التعصبية القبيحة لمجرد تركهم للعمل في اتحاد الكرة وكيف أن ممثلاً للمملكة في الاتحاد الآسيوي يلاحق الهلال في كل صغيرة وكبيرة وبعقلية أحادية تتحدث عن الهلال كما يتحدث أكبر مشجع متعصب لا يرى سوى ألوان ناديه.. وكيف أن حكاماً كانت تناط بهم مسؤولية العدالة والنزاهة كشفوا عن وجوههم بعد الابتعاد ليظهروا على الملأ بتعصب مقيت لناديهم وكأنهم رؤساء لروابط المشجعين وكلنا نتذكر كيف واصل ذلك الحكم إلحاحه على أحد المعلقين ليصف ناديه بالعالمي وهو في يوم من الأيام يحمل الصافرة قاضياً وسط الميدان.. وكيف أن من يعمل في أمانة اتحاد الكرة واستغل منصبه لخدمة ناديه ولاعبه المفضل.. وغيره عمل على إعداد جدول الدوري بطريقة تخدم فريقه ضد المنافسين.
هذه هي مشكلتنا الحقيقية مجموعة من المتعصبين تولوا المهمة والمسؤولية ليقودوا الرياضة السعودية نحو الهاوية..
وإذا ما أردنا لرياضتنا أن تتطور ونتقدم فعلينا إبعاد مثل هذه النماذج غير المسؤولة عن اتخاذ القرار والعمل في المنظومة الرياضية السعودية ولن يكون عضو لجنة الانضباط والحكم السابق آخر من يعمل وفق منهج رابطة المشجعين في ناديه..
إذا هذا هو السبب الرئيسي في مشاكلنا وتراجعنا حيث التعصب الكبير الذي تغلغل في لجان اتحاد الكرة وسبب لنا هذه الإشكالات التي لم نكن نعاني منها سابقاً بفضل وعي المسؤول وابتعاده عن منزلق التعصب وخدمة مصالح خاصة لأندية معينة..
وأعتقد أن الزميل العزيز يوافقني الرأي في ضرورة التركيز في البحث عن الكفاءات المستقلة لقيادة الرياضة السعودية -بعيداً عن الأعضاء المنغمسين في وحل التعصب والانتماء- ولدينا منهم الكثير والكثير الذين يرون الأندية بمنظار واحد كلها أندية وطن تخدم الشباب السعودي بعيداً عن الألوان!
لمسات
- لجنة الحكام الحالية أحد أسباب مشاكل التحكيم السعودي بفشلها في اختيار الحكام المؤهلين لقيادة المباريات واعتمادها معاييراً خاصة في مباريات معينة.. ولدي هنا سؤال واحد للسيد عمر المهنا وهو كيف يعتمد أحد الحكام الدوليين الذي أمضى فقط ثلاثة أشهر حاملاً للشارة الدولية ليقوم بمراقبة المباريات في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن المراقب يجب أن يمضي على الأقل ثلاث سنوات حكماً دولياً ليحق له مراقبة الحكام وتقييمهم؟!
- الأسبوع المقبل ستشارك أربعة أندية سعودية آسيوياً وستلعب كلها في نفس الوقت محلياً باستثناء نادي الاتحاد الذي طلب معاملة خاصة له وحده بتأجيل مباراته أمام الهلال لأسباب واهية هدفها فقط إثارة الرأي العام وإظهار اللجان واتحاد الكرة بمظهر المجاملة وعدم المساواة لأحد الأندية!!
- النصر والأهلي لديهما حالياً خمسة لاعبين أجانب بعد أن تم تسجيل المدافع العربي للأهلي وبدر المطوع للنصر دون مخالصات مالية مع رازفان والبرازيلي أندرسون.. شخصياً أعتقد أن هذا الإجراء صحيح طالما أن الناديين يملكان عقديهما لكن هذا يعد مخالفاً للوائح الموجودة والمعتمدة والسؤال كيف لو أن الهلال هو من حظي بهذه المعاملة؟!
- الهلال والشباب لعبا بالأمس مباراة مفصلية في مسيرة الدوري فإذا كان الهلال قد كسب اللقاء فإنه يكون قد ابتعد كثيراً في الصدارة وبفارق 8 نقاط عن الاتحاد الوصيف أما في حال خسارته فستفتح المنافسة من جديد أمام الشباب والاتحاد غير أن التعادل سيضيف للهلال نقطة ليصبح متقدماً بفارق 6 نقاط.