تفوح رائحة الثأر من مباراة ريال مدريد الإسباني ومضيفه ليون الفرنسي في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم الثلاثاء الذي يشهد مواجهة تشلسي الإنكليزي مع كوبنهاغن الدنماركي. وأصبح ملعب «جيرلان» معتادا على الإنجازات ضد الفريق الملكي الإسباني في الأعوام الماضية، فتغلب ليون على ضيفه 3-صفر في دور المجموعات في موسم 2005-2006 بأهداف من النرويجي جون كارو والبرازيلي جونينيو برنامبوكانو وسيلفان ويلتورد، ثم كرر فوزه عليه في الموسم التالي 2-صفر بهدفين للبرازيلي فريد والبرتغالي تياغو منديس، ووجه له ضربة قاسية عندما هزمه بهدف صاروخي من الكاميروني جان ماكون في ذهاب الدور الثاني قبل أن يقتنص التعادل إيابا في مدريد 1-1 ويتأهل إلى ربع النهائي الموسم الماضي. وفي ست مواجهات بين الطرفين منذ عام 2005، لم يتمكن ريال صاحب الرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب القاري (9) من التغلب على ليون (3 خسارات و3 تعادلات)، كما أن ريال لم ينجح بتسجيل أي هدف على أرض ليون في 3 مباريات. وتطلع رئيس ليون جان ميشال أولاس إلى قدوم ريال مدريد المدجج بالنجوم مع مدربه البرتغالي القدير جوزيه مورينيو وقال لصحيفة «ليكيب» الفرنسية: «لم ترحمنا القرعة، لكن أمل الفوز على ريال مدريد للمرة الرابعة على التوالي». وتغلب ليون على نانسي 4-صفر في مباراة مبكرة من الدوري الفرنسي الجمعة الماضي بينها هدف اكروباتي لجيمي بريان، ليبقي على أماله بالمنافسة على لقب الدوري، على غرار ريال مدريد وصيف الدوري الإسباني الذي فاز على ليفانتي 2-صفر أول من أمس السبت في مباراة أراح فيها مورينيو لاعبي الوسط الالماني مسعود أوزيل وشابي الونسو والمهاجم التوغولي ايمانويل أديبايور. وقال مدرب ليون كلود بويل: «نستعد لهذه المواجهة الأوروبية بكثير من الهدوء، لكن ريال سيكون خصما مختلفا من حيث النوعية». ويغيب عن ليون المهاجم الأرجنتيني ليساندرو لوبيز بعد إصابته في فخذه خلال التمارين واعترف بويل أنه يعاني من «صداع» لإيجاد بديل له. وقال مورينيو الذي قاد انتر ميلان إلى لقب العام الماضي بعد 45 عاما من الانتظار للفريق الإيطالي: «هناك حاجزان ينبغي تخطيهما: التأهل إلى ربع النهائي والتغلب على ليون الذي أخرجنا في المشاركة السابقة... عملت مع جهازي على كل التفاصيل في نادي ليون كما أنه لدينا (زين الدين) زيدان الذي يعرفهم جيدا».

وستتجه الأنظار إلى مهاجم ريال الدولي الفرنسي كريم بنزيمه الذي حمل الوان ليون سابقا قبل الانتقال إلى العاصمة الإسبانية. ويبحث ريال عن إحراز لقبه العاشر بعد خروجه من المسابقة في دور الـ16 في الأعوام الستة الماضية. وفي المباراة الثانية، يأمل تشلسي الإنكليزي إنقاذ موسمه عندما يحل على كوبنهاغن الدنماركي. ويعيش الفرق اللندني أزمة حقيقية بعد فقدانه لقب الكأس المحلية إثر خسارته أمام ايفرتون بركلات الترجيح في الدور الرابع أول من أمس السبت، وابتعاده في ترتيب الدوري المحلي (12 نقطة عن مانشستر يونايتد المتصدر) الذي أحرز لقبه أيضا الموسم الماضي. وقال مدرب الفريق الإيطالي كارلو أنشيلوتي: «هذه اللحظة ليست جيدة لنا، لأنه علينا خوض الكثير من المباريات الهامة. لكن لن نخاف من مواجهة كوبنهاغن ويمكن أن تكون المباراة بمثابة الدافع لنا». وبلغ تشلسي تحت قيادة مالكه الروسي رومان أبراموفيتش الدور نصف النهائي خمس مرات والمباراة النهائية مرة واحدة في المسابقة القارية، لذا جلب أنشيلوتي صاحب الخبرة الكبيرة في المسابقة مع ميلان الإيطالي حيث أحرز اللقب مرتين عامي 2003 و2007. من جهته يبدو كوبنهاغن فريقا مغمورا بين المتأهلين إلى الدور الثاني، لكن بطل الدنمارك لم يخسر هذا الموسم على أرضه بما فيها زيارة من برشلونة الإسباني، وسيحاول جناحه يسبر غرونكيار كشف خبايا تشلسي فريقه السابق. وتمكن غرونكيار من تسجيل هدف حاسم لتشلسي في موسم 2002-2003 في مرمى ليفربول ضمن له المشاركة في دوري أبطال أوروبا. وكان ذهاب الدور ثمن النهائي افتتح الأسبوع الماضي، فخسر ميلان الايطالي أمام توتنهام الانكليزي 1-صفر، وتعادل فالنسيا الإسباني مع شالكه الألماني 1-1، وفاز ارسنال الإنكليزي على برشلونة الإسباني 2-1 وخسر روما الإيطالي أمام شاختار دونيتسك الاوكاني 2-3. ويستكمل ذهاب هذا الدور بلقاء انتر ميلان الإيطالي حامل اللقب مع بايرن ميونيخ الألماني ومرسيليا الفرنسي مع مانشستر يونايتد الإنكليزي غداً الأربعاء.