نعم إن تنظيم التسول وحصر المتسولين من الأمور التنظيمية المهمة ليس أمنياً فقط وإنما اجتماعياً ورصد حقيقي للواقع الذي يظهر أنه مستورد بمعظمه وليت الأمر ينتهي به عند ذلك. إن الكثير من الدول المتقدمة تنظم بعض الظواهر السلبية كي تحمي المجتمع من آثارها الجانبية مع عدم تقبلها كممارسة.
نعم إن الفقر أنواع وله عدة مقاييس ولكن الفقر المدقع له آثار خطيرة وكما يقال فإن الفقر كافر وربما جمع جميع الفظائع لأن من افتقر قد يفتقر للمناعة من أشياء كثيرة إلا ما رحم الله وليس التعفف إلا نادراً وهذا ليس تنقيصاً من قدر الفقراء ولكن الفقر لا يرحم.
هل نعلم أين تذهب هذه الصدقات عند الإشارات وفي المساجد والشوارع والتي تعطى من غير تثبت؟ هل تساءلنا لماذا جنسية معينة تمتهن ذلك أكثر من غيرها؟ هل سألنا أنفسنا من أي مذهب هم؟ وهل نحن ندعم لوجستياً وبطريقة استدرار العواطف هذا الكم الهائل من المتسللين الذين ربما يحاربوننا ويقتلون أبناءنا بأموالنا ونحن لا نبالي وكأن الأمر لا يعنينا، بل إن بعضنا يسهل مهمتهم وينقلهم ويهربهم من أجل حفنة من المال يبيع وطنه.
وهل هذه الأموال تذهب إلى غيرهم من الإرهابيين؟.. فملاحظة انتشارهم ولمن يراقب وجود سيارات نقلهم في أماكن منزوية قرب المساجد والإشارات يوحي بأن المسألة منظمة وتدار باحتراف وإن الكثير من المتسولين هم مجرد عمال لجباية المال.
وإن سلمنا كعادتنا بأن هؤلاء مجرد مساكين وفقراء فليس مسؤوليتنا أن ندعم مواطني بلدان أخرى قصرت دولهم في حقهم بل إن وجودهم بهذا المظهر لدينا يوحي للآخرين أنهم مواطنون، وأن حال المواطن كذلك ويحرم المواطن الفقير من الصدقة لأنها دفعت من دون عناء عند الإشارة وعلى طريقتنا المحبوبة (خدمة السيارة -Drive Through).