Tuesday  22/02/2011/2011 Issue 14026

الثلاثاء 19 ربيع الأول 1432  العدد  14026

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لقناة الجزيرة حالات مثل حالات الغيم، مرة يجيء أسوداً قاتماً به رعب وخوف ووجل، ومرة يجيء يسر الناظر ويبهج الروح، لقناة الجزيرة مناخات مختلفة مرة لها شمس وقمر ونجوم وريح خفيفة ورائحة ندى، ومرة لها حمى اشتهاء التخريب، وحمى اشتهاء التدمير، وحمى مواصلة العبث والفوضى، لقناة الجزيرة وجهان مختلفان ومتنافران، وجه حسن، ووجه آخر شديد القبح والدمامة، لقناة الجزيرة حالات مثل حالات (الزار) يبدأ بهدوء وسريالية، وينتهي بعنف وإغماءة

لقناة الجزيرة طقوس غريبة، بعضها مفهوم، والبعض الآخر يستعصي على الفهم والاستيعاب، لقناة الجزيرة وضع (الأترجة) ريحها طيب وطعمها مر، لقناة الجزيرة صفات متفاوتة، مرة ظالمة، ومرة مظلومة، ومرة شماعة يعلق عليها الآخرون أخطاءهم وذنوبهم ورسوبهم ونهاياتهم المريرة، لقناة الجزيرة فكر وهدف واتجاه ونمط وشخصنة حسب الاختيار والتصنيف والمصالح والهوى، مرة نجدها سلطوية ومرة نجدها استبدادية ومرة نجدها سادية ومرة نجدها ثورية ليس لها حيادية ولا موضوعية وليس لها صدق ولا عدل، ومرة نجدها تنويرية مسالمة رزينة لها هدوء ما بعد العاصفة وتقف خلف الخطوط الحمراء، لقناة الجزيرة بشاعة ظلم، وبشاعة قهر، وبشاعة جبروت، وتعامل الآخرين كأنهم قصر، ليس لهم عندها حق الاطمئنان الكامل ولا النوم الكامل، ولا التخيل الكامل، ولا تمنحهم ما يريدون ويرغبون ويبدون، قناة الجزيرة تحاول الهيمنة على كل أحد، وفق أيديولوجية معينة ومحددة لها آلية المصلحة والمنفعة واللعبة، إنني مندهش كغيري لما تفعله قناة الجزيرة وتقوم به وتلعبه وتسير عليه وتخطط له وتنوي القيام به وفق سلسلة من الخطوات والأعمال الخفية، إن هذا التناقض الكبير والبائن الذي تمارسه هذه القناة العجيبة والمتناقضة من استبداد إعلامي وديكتاتورية مخيفة وسلوك مزدوج يجعلنا أن نأخذ كل ما تقوم به هذه القناة وتطرحه على محمل الجد الكبير وأن نتعامل معها بحذر شديد كما نتعامل بحذر وذكاء ومعرفة مع العقارب والثعالب والثعابين وسعادين الغابة، إن على قناة الجزيرة مراجعة الذات وقراءة ميثاق الشرف الإعلامي العربي بدقة وبتمعن، وأن تمارس هذه القناة على ذاتها نقداً قاسياً شديداً عميقاً عاماً وشاملاً لكافة سياساتها الإعلامية وأطروحاتها الفكرية المزدوجة، حتى تصبح بحق منارة مضيئة لعالم بحاجة إلى منارات مشعة تنويرية هادفة وليس إلى أصوات صاخبة ونشاز تدعو للغثيان وللتقيؤ، تؤجج الفتنة وتدق إسفينها وتقرع طبول الضياع والتشرد والأسى، إننا بحاجة إلى قناة حكيمة وراجحة ومتزنة، وليس إلى قناة عبثية لها أبواق مثل أبواق الشياطين الكبار والصغار.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

لقناة الجزيرة حالات مثل حالات الغيم!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة