لقد تأثرت أيما تأثر بما يجري الآن من أحداث في وقتنا العربي وخاصة في مصر وتونس وأجدني حزينا جدا على ما يجري في مصر من أمور قد تخرج عن أمور الاحتجاجات السلمية فلا نريد لمصر العروبة إلا كل الخير نريدها شامخة قوية كما عهدناها في كل المحافل فهي مصر الثقافة ومصر العلماء ومصر الأدباء والمفكرين.. شربنا من نيلها كثيرا. وحملناه معنا إلى بلادنا.. شاركونا أبناء مصر في بناء الأجيال تدريس وتدريب وعمل كانوا ولازالوا جزءا لا يتجزأ منا نحن السعوديين.
إلا أنني لا أريد لمصر أن تتعثر وينهار الاقتصاد وتتوقف عجلة الحياة بأسباب لا مسؤولة من أناس ليس لديهم ذمة أو ضمير.. التغيير مطلوب ولكن التجاوزات التي تنهك اقتصاد البلاد منبوذة ويجب أن تتوقف.
إن هذه الثورات هي ثورات الفقر.. إنه العدو اللدود لكل الشعوب وخاصة الدول العربية ولا تأتي مصائب إلا والفقر هو القائد الرئيسي لها قاتل الله الفقر فكم أشقى من أمم وكم أهان من علماء ومفكرين وكم أذل أناس لا تستحق إلا التكريم لقد قفز الأغنياء الأغبياء فوق ظهور العظماء الفقراء فكسروا ظهورهم وبنو فوقها مجدا مزيفا لا يليق إلا بهم هم.
إن الفقر هو الباعث الرئيسي لكل ما يجري في وطننا العربي وعلى حكام العرب أجمع أن يدركوا بأن سيف الفقر لا يرحم ولا يحتمل ولا يطاق.. وقد يولد أكثر مما شاهدنا إنه عدو ناسف لكل أمور الحياة الطبيعية.. وعلى الحكومات البحث عن كل الوسائل التي تخفف من حدة الفقر وتساند الضعفاء والمستضعفين وتقوم بكل المشاريع التي من شأنها دعم اقتصاد الفرد وعدم الأخذ من قوته.. وتوفير سبل الحياة الكريمة.. فهي اقل ما يقدمه الوطن لأبنائه.. لكي يعيشوا شرفاء بكرامتهم فوق تراب أرضهم لابد أن نأخذ العبر.. ولا ننتظر المحن.. يجب أن يقوم تجارنا ببادرة تثبت وطنيتهم ويعيدون فيها ولو جزءا بسيطا مما قدمه الوطن لهم.. يجب أن يشاركوا في إعمار البلاد وعدم استقصاد المواطن في معيشته والتضييق عليه فهم لا يدفعون ضرائب ولا فوائد على تجارتهم بعكس الدول الأخرى لذلك لماذا يزيدون في الأسعار لماذا يزداد جشعهم. ولا نراهم في أي مشروع خدمي أو خيري أو وطني.. وإذا قدم احد منهم جزءا بسيطا مما قدمه له الوطن اشغل الصحف والمجلات ووسائل الإعلام وكأنه صاحب الفضل على الجميع..
إن الكوارث البيئية الأخيرة قد كشفت عن اختفاء واضح لتجار البلد الكبار وانحسارهم تحت أرصدة بنوكهم وأرباحهم.. نسوا الوطن ونسوا أنهم استقوا ثرواتهم من خيره إنها قمة الأنانية والنكران.. هل ينتظرون أن يذهب المواطنين والوطن إلى أبوابهم، من لن يتعض مما يحدث لن يقدره الله على أعمال خير {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (سورة الشعراء آية 227).