تلقيت اتصالاً من أحدهم، يعتذر عن قبولي في إحدى الوظائف التي تقدمت إليها، وسألته عن السبب أجابني باللهجة الدارجة (يا خوي أنت كاتب)، وقلت أتعرف أنني لم أتقاضَ هللة وليس ريالاً على ما أكتب منذ عام 2005م، عندما نشرت أول مقالة لي تتحدث عن الإرهاب. وأفهمته بأنني على استعداد أن أترك الكتابة شريطة حصولي على الوظيفة، ولكنه أصر على الرفض.
ذهبت إلى عالمي الإلكتروني وأنا مصاب بحالة من الاستغراب والتعجب، أبحث في المحركات الإلكترونية المتخصصة في التوظيف، وإذا بالأستاذ (قوقل) يخاطبني قائلاً: لمَ لا تكتب اسمك في محرك البحث؟ وفعلاً قمت بذلك ورأيت معظم ما كتبت ففرحت، ثم تحدث: أرأيت عندي لا شيء يضيع، حتى خطابات الشكر الموجهة إليك موجودة، نحن في عالم الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية كما تسموننا معشر البشر، لا شيء يضيع عندنا، عكسكم أنتم يا معشر البشر بسرعة تنسون وإذا لم تنسوا تتناسوا وهذا أهم فرق بيننا وبينكم.
تجاهلت الأستاذ (قوقل)، واستمريت في بحثي وبدأت أدخل في كل جهة معلنة سواء حكومية أو قطاع خاص، لعلي أجد ظالتي. ولكني كنت أراجع حديثي مع المتصل، فقررت أن أضع قلمي في محبرته وأبتعد عن الكتابة، بما أنها أصبحت عيباً وليست قيمة لشخصية الإنسان الذي يخدم وطنه بإخلاص حتى وإن لم يكن في كرسي الوظيفة.
تقدمت إلى بعض الوظائف إليكترونياً، وإذا بالسيد (قوقل) يهمس في أذني ويقول ألم تيأس بعد؟ وقلت: لا... لا يأس مع الحياة، كما أنني مؤمن بالله وبالتالي أنا مؤمن بالقدر خيره وشره، وعلق السيد (قوقل): ولكنك صاحب خبرة سواء على مستوى الدولة أو على مستوى القطاع الخاص، قلت: ليس في هذا عيب بل هذه ستجعل من فرصتي أكبر للحصول على الوظيفة، وبادرني بنبرة خبيثة: ألا تعلم بأن الحكومة المصرية حين أقفلت حسابات التواصل الاجتماعية جعلت الشباب يدخلون لتلك المواقع عن طريقي. أجبته وبسرعة: بلادي وإن جارت علي عزيزة، ثم أقفلت جهاز (اللاب توب).
والله الموفق.
turki.mouh@gmail.com