أنا من أوائل من كتب ناقداً نظام ساهر بسبب ما صاحبه من سلبيات عند بدايات التطبيق!
الآن أنا معه بعد أن رأيت آثاره بانضباط الشارع أو بالأحرى انضباط بعض السائقين سواءً من ناحية السرعة أو احترام الإشارة!
بقيت نقطة لا بد أن يعالجها القائمون على نظام ساهر وهي تتعلق بحدِّ حد السرعة في بعض الشوارع الواسعة والكبيرة بالرياض فبعضها رغم كبرها تم تحديد سرعتها بـ70 كيلاً مثل ش التخصصي وش الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول وش أبوبكر وعثمان والعروبة أو مثل طريق الملك عبدالله المحددة سرعته بـ(80) كيلا وهو من أكبر أكبر الشوارع.
إن الناس يتطلعون إلى دراسة زيادة حد السرعة إلى رقم معقول يشجع من جانب على الالتزام بها ذلك أن وضع حد مثل (70) كيلا لشارع واسع ذي مسارات بتسبب بالحوادث حيث تكثر المخالفة فيها رغم نظام ساهر.
جراحهم وورودنا..!
أن نصدق ذلك القول الجارح (جُرح في رأس غيري شطب في الجدار) فهذا منتهى الإذلال لإنسانيتنا كقيمة ووجود.
ما أتفه الإنسان عندما يبني سعادته على شقاء الآخرين، وعندما لا يحفل بما ينال الآخرين، فالأهم أن يكون هو في النعيم ولو كان غيره في أعماق الجحيم.
إني لا أمقت شعراً مثلما أمقت ذلك الشطر الذي يقول فيه صاحبه: (إذا متُ ظمآناً فلا نزل القطرُ)، لقد كان قائل هذا البيت في حضيض أنانيته، وقد يكون لأبي فراس عذره وهو يُنشد هذا الشطر فقد يكون لقي لنفيه، وما لقيه من معذبته بالهجر الذي أذلت دموعه ما جعله يقول هذا الكلام.
لكن مع هذا ظل أبو فراس متلبساً بأنانية الانكفاء حول الذات بعكس صاحبه الذي يقول بإنسانية رائعة وحب شامل: (فلا هطلت عليّ ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا).
إنه يفترض فينا ألا نعيش لوحدنا، ومطلوب منا أن نسعى ونحاول أن تكون سعادة الآخرين جزءاً من سعادتنا من أجل أن نقلص الجراح، وتنشر الورود!.
بين التوق إلى فاطمة والجنة..!
صمتّ متأثراً وأنا أقرأ هذه القصة التي يرويها التابعي رجاء بين حيوه عن الخليفة عمر بن عبدالعزيز:
يقول رجاء: أمرني عمر بن عبدالعزيز أن أشتري له ثوباً بستة دراهم، فأتيته به فجسّه وقال: هو على ما أحب لولا أن فيه ليناً، قال رجاء: فبكيت قال: ما يبكيك؟ قال: أتيتك وأنت أمير بثوب بستمائة درهم فجسسته وقلت: هو على ما أحب لولا أن فيه خشونة، وأتيتك وأنت أمير المؤمنين بثوب بستة دراهم، فجسسته وقلت: هو على ما أحب لولا أن فيه ليناً.
فقال عمر: يا رجاء إن لي نفساً تواقة، تاقت إلى فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلى الجنة فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل.
وبعد..!
لا أملك إلا أن أدعو أن يكون هذا الخليفة الزاهد قد أدرك الجنة التي تاقت نفسه إليها.
أصمت -الآن- فالقصة بكل عظمتها وزهد صاحبها فوق كل كلام.
آخر الجداول
- للشاعر: إبراهيم العواجي
كم يعيد له المسافات وهم
وقريب يكون بالقرب أعنى
كلما خلت بالمسافات تنأى
صرت أدنو إلى رحابك أدنى
الرياض 11499 - ص.ب 40104 - فاكس 4565576