Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

صالح محمد السويل يرحل مبتسماً
أحمد عبدالرحمن صالح العليان (*)

رجوع

 

ورحل مبتسماً الخال صالح محمد السويل الرجل الذي اتفق الجميع على محبته وخيريته. ربما تكون المفارقة أن يكون -رحمه الله- وهو الذي فقد سمعه في آخر ثلاثة عقود من عمره متواصلاً مع محيطه بدرجة تفوق من يملك كافة الحواس بدرجة عالية. ولعله وحسب رأي الأطباء أن عضلة القلب ضعفت في اللحظات الأخيرة، وكانت متعبة منذ زمن لكن ما خفي على الأطباء أن هذا القلب لم تكن متاعبه أو الضغوط عليه عضوية، بل ضغوط المشاعر الفياضة التي يحملها هذا القلب الكبير فلن تجد ممن له صلة به قريباً أو بعيداً إلا ويُكن له المحبة. نعم، هذا القلب لم تجهده الشرايين أو الأوردة، بل كَم الحب الذي يحمله صاحبه لكل المحيطين بدرجة فاقت قدرات البشر في نثر مشاعرهم ومودتهم. رحل مبتسماً لأنه لا يمكن أن يكون غير ذلك فهو وفي أحلك الظروف وفقدان حاسة السمع التي لن يستطيع أي إنسان من الاندماج والانبساط مع مجتمعه إلا بجودتها وليس وجودها فقط إلا أن أبا محمد -غفر الله له- قَلبَ المعادلة بقلبه العامر وترك بصمته في كل المجالس التي يرتادها وعلى اختلاف مشاربها واهتمامها وجنسها فمن مثله يستطيع ذلك؟ لولا خصاله الطيبة وروحه المرحة ومحبته الصادقة للآخرين.

رحم الله الرجل الطيب وأسكنه فسيح جناته، رحل في يوم مبارك وهو يتأهب لصلاة الجمعة، من صلى وحضر جنازته في مساء الجمعة رأى العدد الكبير الذي يدل بإذن الله على محبة رب العالمين الذي حبب فيه خلقه. رحمه الله رحمة واسعة وغفر الله له وجبر الله مصاب أحبابه بنين وبنات وزوجته المحتسبة أم محمد. رحل وصورته الوادعة لا تحمل حقداً وابتسامته الحانية لا تُخفي غِلاً تُدرك معه ذلك المعنى الخفي لتلك السهولة والبساطة التي مات بها فهكذا يرحل الطيبون.. رحل لم يَتعب -رحمه الله- ولم يشأ أن يُتعِب من حوله.. اللهم أسكنه فسيح جناتك آمين يا رب العالمين .

(*) عنيزة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة