في الأمس القريب جداً هوى علم من أعلام الاقتصاد في بلادنا، ففي يوم الأحد الموافق 10-2-1432هـ ودعت المملكة قطباً مهماً من أقطاب المال الذي عرف بعصاميته كيف ينشئ إمبراطورية اقتصادية من الصفر بدأها صرافاً صغيراً للهلل وقروش النيكل إلى أعظم مصرف ينظر إليه بكل ثقة وتهفو الناس إلى التعامل معه، إنه الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي حيث بدأ هو في الرياض وأخوه سليمان في جدة ثم اتحد الأخوان في شركة الراجحي المصرفية للاستثمار قبل الخصخصة التي كونت منها شركة الراجحي الذي يتهافت المستثمرون والمتداولون على الاتجار بأسهمها وتعتبر من الأسهم القيادية التي لها تأثير كبير على المؤشر.
ومع كل ذلك لم يغتر الشيخ صالح رحمه الله بما أوتي مع أخيه سليمان من شهرة وثروة عظيمة تجاوزت العشرات من المليارات فالذين عرفوه إنساناً بسيطاً يطلب العلم في مساجد الرياض ثم إلى صرافة بسيطة هو نفسه متواضعة وأخلاق صاحب هذه الثروة العظيمة لم تغره معطيات الطفرة ويتجاوز حدوده أو يسعى إلى مضاعفة رأس ماله بطرق مشبوهة بل كان أول ما يؤدي زكاة ماله وكل الفقراء يعرفون مواعيدها بل إن بيته مفتوح لكل وافد يعرفه أو لا يعرفه فإذا تأكد من صحة ما يدلي المسترفد به من معلومات بادر إلى مساعدته كما أن الناس يتحدثون عن أوقاف له أوقفها في حياته تعتبر من أكبر الأوقاف في العالم إضافة إلى بناء المساجد والمجمعات النافعة سأله سائل عندما رآه بعدما سمع عنه الكثير كم عندك يا شيخ صالح من طائرة قال عندي شركات عديدة أركب منها ما شئت عند اللزوم وآثرها عندي شركة بلادي الخطوط السعودية فأنا أركبها في أي اتجاه لا تكلفني سوى تذكرة الإركاب وتعفيني من رسوم المطارات وأجور الطيارين وسكنهم والحديث عنه رحمه الله يطول ولعل غيري يعرف عنه الكثير، رحم الله الشيخ صالح الراجحي وأمد في عمر أخيه سليمان ذلك الرجل صاحب النهج الرفيع في استثماراته ومشاريعه الدينية التي تشهد عليها هذه المساجد الفخمة وخدمة الموتى ومواساة أهليهم بنقلهم من المستشفى إلى المغاسل التابعة له والصلاة عليهم ونقلهم إلى المقبرة ونقل المشيعين من المسجد والعودة في ناقلات فخمة وتقديم العزاء مع الطعام لأسر الموتى أول يوم وبارك في إخوانه وأبنائه وأحسن لهم العزاء {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.