هل الوقت والمال شيء واحد؟ وهل تتساوى الإجابة عن هذا السؤال عند كل الناس؟ وهل من يزهد في المال لا يهتم بالوقت؟ ألا يبادل الناس أحدهما بالآخر؟ إن كلاهما مجال للاستثمار. وكأي عملية استثمارية، فإن الاستثمار في أحدهما أو كلاهما قد ينجح وقد يفشل. وقد يدّعي خبراء الاقتصاد أن الإبقاء على الاستثمارات فترة أطول قد تزيد من فرص الربح، أو هكذا يتمنى كل مستثمر. وقد يكون من الضروري في حالة الاستثمارات القصيرة الأجل في أسواق الأسهم، مثلاً، الأخذ بعين الاعتبار بتقلبات أسعارها في إطار سلة من الأسهم منتقاة بعناية ودراية، واستراتيجية استثمارية طويلة الأجل، والاستعداد لتذوّق بعض الملح الذي قد يضفي على العملية الاستثمارية نوعاً من اللذة والمتعة والتشوق والترقب. وهنا يرتبط الوقت بالمال. وقد لا يكون الربط بينهما تبادلياً بل تكاملياً. هل يمكن أن نرجح كفة الوقت على المال؟ أليس الوقت أهم من المال؟ بل أليس الوقت هو الذي يمنحنا الإحساس الذي لا يمكن أن يعطيه لنا المال؟ من يملك الإجابة الشافية لكل هذه التساؤلات ذات الصبغة الاقتصادية البحتة؟ هل هو علم الاقتصاد أم أن إشراع مثل هذه التساؤلات لابد من أن يكون في مضمون آخر لا تستوعبه النظرية الاقتصادية، وبالتالي تسقط هذه التساؤلات وتحلّ محلَّها إرهاصات فكرية تائهة يُفقد بها الوقت والمال معاً. وعندها لن يكون للسؤال معنى أو إجابة.. ويكون كلاهما شيء واحد!
* رئيس دار الدراسات الاقتصادية