Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

أتعجب حين استمع أو اقرأ آراء البعض أو نقاشاتهم حول نتائج الاختيار في المعارض أو الجوائز في عدد من المسابقات، والتي يصل الحوار فيها أحياناً إلى حد القتال اللفظي بين البعض حول مستوى أداء الفنان وتصنيفه، واختيار التمثيل...إلخ، فالكل يرى أنه هو الأفهم والأعرف! ولكن هل الإشكالية تقع في محدودية رؤيتنا بين ما هو شعبي ومقبول محلياً وما هو عالمي ومناسب لتمثيل الثقافة المحلية أمام الآخرين؟ فعدم قبول أعمال البعض للمشاركة في معارض خارجية لا يعني بالتأكيد أن أعمالهم غير مقبولة محلياً، ولكن مثل هؤلاء أعمالهم مقبولة لفئة محددة ذات ذائقة تتناسب مع ما هو محلي ومتوافق مع نمونا في هذا المجال، ولكن لا يمكن أن تصل -على سبيل المثال- لمزاد سوثبي (ربما بالواسطة) أو تعرض لدى ساتشي أو تفوز بجائزة تيرنر، لكنها تبقى محلية شعبية. ومن الظلم أن تقارن من قريب أو بعيد بأعمال بعض من فنانينا المعاصرين الذين استطاعوا بالفعل عرض أعمالهم في معارض عالمية اعتماداً على قدراتهم الخاصة وإبداعهم لا دعم الآخرين فقط.

وربما يصعد لسطح النقاش تساؤلات تتجدد مرة بعد أخرى، فمن هو الفنان؟ ومن هو المدعي على الفن؟ من هو الحرفي في عطائه؟ من هو فقاعة الصابون؟ ومن هو الأصيل؟ ومن هو المبدع ومن هو الممارس؟ تصنيفات عديدة ولكن من يستطيع التصنيف أو التقييم؟ هل هي فنون وثقافة نخبوية لا يستطيع تمييزها سوى عدد محدود من المختصين؟ أم يفترض الاعتماد على رأي الأغلبية (عدداً) دون أهمية لخلفيتهم الفكرية؟ هل نطبق نحن المختصين في مجال الفنون البصرية ما يردده أصحاب المجالات الأخرى حين يقول دع الخبز لخبازه؟ ونفرض على الآخرين تقبل رأينا بيد أننا نحن المختصون؟ أم نجعلها مثل مسابقات ستار أكاديمي (رأي للحكام ورأي للجمهور)؟

في الغرب لا يستطيع أي فنان فرض نفسه إلا من خلال وسيط، ربما يكون صاحب قاعة اقتنع بتلك الأعمال ونشرها، أو مختص في النقد نشر مقالة نقدية حول أعماله، أو مقتنٍ معروف دفع مبلغاً كبيراً نظير أعماله...الخ.. أما هنا فقد وصل داء (الواو) إلى التصنيف الفني، فيكفي أن تعرف أحداً في مجال الأعلام (قد لا يفهم في الفن أكثر من فهمي في الطب) فيقوم بتخصيص برنامج أو مقابلة معك في أي وسيلة إعلامية وبعدها تُصبح فناناً!

أعود مرة أخرى لمصر.. هناك من يطرب لعبدالحليم وهناك من يستمتع بشعبان... ولكن لو كانت مصر أمام مشاركة دولية، من ستختار ليمثلها؟ أغنية لشعبان؟ أم أغنية لعبدالحليم؟

 

إيقاع
بين العالمي والشعبي (2-2)
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة