حصر تهمة النفاق بالنظام الإيراني لتعامله المزدوج فيما حصل من تظاهرات واحتجاجات في مصر، وقمعه وبشِدَّة التظاهرات المشابهة التي شهدتها 35 مدينة إيرانية. فمرشد النظام الإيراني الذي رحب بالتغييرات التي شهدتها مصر وركز على قدرة شباب مصر على إحداث التغيير،
هذا المرشد ذاته الذي اتَّهمَ شبابَ بلاده بالعمالة للخارج، وهو نفسه الذي يوجه أجهزة الأمن والقمع المساندة لمنع الإيرانيين من توسيع مساحة التغيير ليشمل بلادهم.
النظام الإيراني لا يمكن أن يناقض طبيعته، فالرضوخ لتوجيهات «المرشد» حق إلاهي، فلا يمكن السماح بظهور مظاهرات احتجاج ضده، إلا أن تغيير نظام آخر لا يتوافق مع توجهات ولي الفقيه فهو واجب ومُرحَّب به.
هذا شيء مفهوم، إلا أن الذي لا نفهمه هو السكوت أو حتى التصريحات والمواقف المخجلة من الحكومات والدول الغربية اتجاه ما يجري في إيران.
جميعنا تابعنا تصريحات «الأوامر» التي كان يطلقها أوباما وكاميرون، وميركل، وساركوزي التي كانوا يوجهونها إلى الرئيس حسني مبارك مطالبين بالتغيير الفوري، فجميع تصريحات رؤساء الدول والحكومات الغربية كانت مصحوبة بالقول «يجب أن يتم التغيير الآن».
هذه اللغة التي كانت سائدة عند أحداث مصر وتونس غائبة الآن في مواجهة الأحداث في إيران التي يُعامل حكامُها بتهذيب وحرص على عدم جرح مشاعر.
لغة وثقافة غابت في التعامل مع أحداث مصر ونراها بوضوح في لغة وثقافة الغرب تجاه ما يحدث في إيران.
JAZPING: 9999