في العمل الإعلامي لا بد من قبول الرقابة كجزء من متطلبات العمل والاتصال وأداء الرسالة تجاه متلقيها، ولا جدال في أن سقف الرقابة يعلو وينخفض وفق مدى تمتع المناخ العام بالشفافية والإيمان بحق التعبير وحرية الرأي كما أن اتجاهات الرقيب ذاته تلعب دورا في مستوى سقف الحرية وتقييمه الشخصي لما يجلب المنافع ويدرأ المفاسد.
من المقبول في الأعراف الإعلامية ألا تقال كل الحقيقة أحيانا لأي سبب ما، على أن حجب المعلومات لا يليق مطلقا، لكنني أعني حجب جزء من الرأي فمن المقبول أن تسكت وتقول في فمي ماء، لكن ما يعد نفاقا وتزويرا وتدليسا للرأي العام هو أن تقول ما لا تقتنع به ولا تصدقه ولا تؤمن به فترتضي أن تكون بوقا ينفخ فيه الآخرون.
في حضرة ثورة المعلومات وبين يديها لا مجال للتقية وارتداء الأقنعة، اليوم كلماتك محفوظة وآراؤك موثقة وصوتك مسجل لا تقل إلا ما أنت مستعد تماما لتحمل نتائجه، كن صادقا لأن الصدق وحده يكسب في النهاية، أحيانا تستعجل وتدلي برأيك تجاه موضوع ما قد تكون معلوماتك فيه غير مكتملة وحين تتضح لك الصورة الكاملة تغير رأيك فلن يسع الناس للبحث لك عن مبررات وليس لديهم الوقت ليستمعوا لك وأنت تبرئ ساحة نفسك لذا من الحكمة ألا تقول إلا حين تثق برأيك ومبرراته وتعي وتفهم الحقيقة كلها.