من البديهي أن رحلة العمر سوف تتوقف يوماً ما.. ذلك أمر محسوم لكل أجلٍ كتاب، وسجل العمر لكل مخلوق ذي نفس تجرب فيه الحياة حافل بالعطاء والإنجاز.. فما من إنسان إلا وسجله حافل بكل لحظات العمر ودقائق الحياة ما طلب منه وما لم يطلب.. تبدأ الرحلة الحافلة لأي إنسان منذ أن تنطلق لسانه بالبكاء عند نزوله رأساً على عقب لعالم اسمه الحياة الدنيا عندها يدون في سجل المواليد كل زمان له طريقته في التدوين وتمر به أيام وسنون ولحظات كتبت له ومن كتبت له خطاً مشاها.. حتى يأذن الله لتلك المحروسة أن تعود إلى عالم الله أعلم به ?يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ?.
الشيخ صالح الراجحي وأحد من هؤلاء الذين كتبت لهم خطاً في الحياة.. امتدت به ما يربو على تسعين عاماً ولكم أن تحسبوا كم من الخُطا للنجاح ومثيلتها في الإخفاق.. لكن الذي يحدد أيهما يصل هي النهايات وما أدراك ما النهايات.. زهرة يعقبها ثمرة.. حلوة أو مرة.
هذا الإنسان.. حياته تغرد خارج السرب.. كفاحه وأفضاله وبسالته ناهيك عن تواضعه وحبه وسلامة صدره.. أنتم أعزائي القراء لكم حسابات.. فهل تعرفون مصرف الراجحي هل سمعتم بمؤسسة صالح الراجحي الخيرية.. تريدون المزيد عن حياة الرجل.. اختصرها في هذا المبلغ أكثر من عشرة مليارات ريال.. تسري في عروق المجتمع وحياته.
براً وإحساناً وأوقافاً وخيراً وعطاءً ونماءً.. من الحلال إلى ابن الحلال.. وثمارها اللهم اعط منفقاً خلفاً.. يقول صالح الراجحي ذو السنة الحسنة.. والله ما أنفقت في سبيل الله إلا جاءني العطاء من ربي أضعافاً.. وقال أخرج زكاة مليون فيردها الله بعد عام مليونين.. هل تعرفون لهذا سبباً.. أعطيكم من نور الحق ما يجلو، عن الأبصار غشاوتها ويهدئ النفوس من شبح الخوف من الزكاة والصدقة قال صلى الله عليه وسلم «يا ابن آدم أنفق ينفق عليك» وقبل هذا وذاك قول الله ?وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ?.
لقد سن صالح الراجحي سنة حسنة في معرفة طرق الكسب الحلال ثم رسم منهجاً لكيفية رد المعروف لمن له المعروف سبحانه.. ولم تنسه ملياراته أن لهذا الأخ المسلم الفقير المعدم والمريض المحتاج والسائل وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل. لهم حقوق فهذا مال الله وعطاؤه وكرمه.. ناهيك عن هذه الجوامع التي تزخر بالخير ببيوت الله لكن أساسها التقوى مشاريع تنبض بالحياة يا شيخ صالح ستجد بردها ودفء عطائها وأكف المنتفعين بها.. ستجدها الآن ذخراً لك.. عند ربك.. وما عند الله خير وأبقى رحم الله الشيخ صالح الراجحي.. فكم له من أياد بيضاء وصفحات نقية وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت وسننت في الأرض سنة حسنة.