«لكل أجل كتاب» ولا راد لقضاء الله وقدره فتلك أمور كتبها الله على عباده وحددها بآجال استأثر بعلمها لديه جل وعلا. وإن كان للموت وقع على الوجدان وأثر في الأنفس والمشاعر والأبدان, فإنه على المسلم والمؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره أحد المسلمات التي يؤمن بها المسلم مسلما بأمر ربه تحقيقا وإيمانا بالآية الكريمة حيث يقول جل وعلا ?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ?، والموت حق ومكتوب على كل صغير وكبير فكل من عاش لابد أن يموت سواءً قرب الأجل أم بعد « كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام».
وقد فجع الوطن والمجتمع بوفاة رجل صالح بار بأسرته ومجتمعه ووطنه ومحبا لمليكه. العم صالح عبد العزيز الراجحي صاحب الأيادي البيضاء والبذل والعطاء وأبو المساكين واليتامى, فسيرته في أعمال الخير لا تحصى في عبارات أو كتابات في الصحف نسأل الله أن يجعلها في ميزان أعماله وأن يتقبله قبولا حسنا وأن يسكنه فسيح جناته, وإننا متفائلون بإذن الله بأبنائه البررة الصالحين الذين ساهموا مساهمة فاعلة مع والدهم يرحمه الله في جميع أعمال الخير والعطاء وكانوا يدا واحدة لا تمل ومنطلق خير وإشعاع لخدمة الوطن والمجتمع. ومهما سطرت الأقلام عن الفقيد فلن تفي بحقه من الشكر والثناء لما قدمه للوطن والمواطنين جعلها الله في ميزان أعماله وندعو الله سبحانه وتعالى بأن يرحمه رحمة واسعة ويجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، فإلى جنة الخلد يا أبا عبدالرحمن حميد الفعال والخصال وهذا من توفيق الله. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).