في السنوات الأخيرة أصبح الحصول على الوظيفة ليس بالأمر السهل.. ويتوسل البعض بزيد وعبيد من الناس لعله يحصل على وظيفة.. وخصوصاً الجامعيين الذين تخصصاتهم في الدراسات الإنسانية.. ولقد وصل بهم الأمر أن يتنازلوا عن المرتبة التي يُفترض أن يُعيَّنوا عليها بعد تخرجهم.. حيث إن البعض منهم تعيَّن على مراتب الثانوية العامة والإعدادية.. المهم الحصول على الوظيفة.. أذكر بهذه المناسبة أن وظائف محدودة في السلك العسكري (ضباط صف).. والتي تبدأ من جندي إلى رئيس رقباء تقدَّم إليها الآلاف ممن يحملون الشهادة الجامعية والكليات التقنية.. كذلك البعض منهم يراجع الكثير من الدوائر الحكومية.. ويتمنون الحصول على وظيفة على بند الأجور.. ومع ذلك لا يتحقق.. وما ينطبق على القطاع العام ينطبق على القطاع الخاص.. ولا سيما بعض الشركات التي تجد فيها العنصر الوافد هو الأكثر تواجداً بحجة أن لديهم تخصصات وخبرة تفوق الشاب السعودي.. وإن أُتيحت لهم الفرصة تجد التدقيق عليهم بكل صغيرة وكبيرة لأجل تطفيشهم حتى يتركوا العمل.. لأن الراتب المُعطى لهم يفوق في بعض الأحيان ما يتقاضاه العنصر الوافد.. علاوة على ذلك تجد في بعض هذه الشركات فئة من الوافدين هم ممن يشرف على من يتم توظيفه من السعوديين.. ويقومون بتقييم أعمالهم وخصوصاً في الأمور المهنية مثل: إصلاح السيارات والأدوات الكهربائية وآلات الحاسب الآلي.. وكثيراً ما يكتب هؤلاء عنهم تقارير غير إيجابية، لأنه ينظر إليهم على أنهم سوف ينافسونهم في الوظيفة.. وأذكر بهذه المناسبة أن شاباً سعودياً يعمل في إحدى المؤسسات الوطنية التي تُعنى بآلات التصوير بوظيفة فني.. حيث يقوم بصيانة وإصلاح الآلات.. وقد وجدت فيه مهارة عالية ودقة عندما يقوم بإصلاح الآلات داخل المكتبة.. وبعض الأحيان يأتي برفقته أحد الفنيين الوافدين للإشراف عليه.. والذي في بعض الأحيان يقوم بالمهمة بدلاً عنه.. ولكنني وجدت فرقاً شاسعاً بينه وبين هذا الوافد.. حيث إن الفني السعودي يفوقه كثيراً.. وما هي إلا أيام فسألت عنه.. وقالوا لي إنه ترك العمل وحاولت الاتصال على جواله.. وأخبرني بأنه ترك العمل في المؤسسة لأن فيها صراعاً وتهميشاً للشباب السعودي.. وهنا أتساءل أين الرقابة والمتابعة من وزارة العمل التي يُفترض أن تكون حاضرة وبقوة.. باعتبارها تملك أوراقاً مؤثرة بالإمكان استخدامها كأوراق ضغط.. ولا سيما فيما يتعلق باستقدام العمالة الذي يتم عن طريق مكاتب العمل التابعة للوزارة.. آخذة في الاعتبار أن المملكة يوجد فيها المئات من الشركات التي تقوم بتنفيذ مشاريع كبيرة في المملكة بإمكانها أن تُوظف الآلاف من هؤلاء الشباب.. أيضاً أحب أن أُنبه إلى نقطة مهمة فيما يتعلق بصندوق تنمية الموارد البشرية الذي حتى الآن أعماله لم ترتق إلى طموح المواطن والتطلعات المرجوة منه.. لذا يجب عليه أن يتطور أكثر.. وأن تكون المبادرة حاضرة عند مسؤوليه لأنه محل ثقة ودعم من قبل حكومتنا الرشيدة وفقها الله.
- مكتب التربية العربي لدول الخليج