بالرغم من كل ما حصل في مصر وقبلها في تونس، وقبلهما في بولندا ورومانيا وأوكرانيا، لا تزال كثير من الأنظمة والحكومات تغمض عينيها عن التحولات، وتصم آذانها عن الطلبات المشروعة لجموع الشعب، بعضها يُقدِّم مسكنات وقتية، والبعض يستجيب لبعض الطلبات، ويغلظ في إجراءات أخرى، وهكذا تتواصل دعاوى الاحتجاجات والتظاهر.
في الجزائر تتنامى الاحتجاجات، وتتسع التظاهرات؛ فتعلن الحكومة قرب التخلص من قانون الطوارئ فيما تبقى حالة الضنك المعيشي مستمرة، وفي اليمن تتماوج الاضطرابات بين المد والجزر؛ فبعد أن هددت المعارضة بتسيير المظاهرات واستمرار الاحتجاجات خاطب الرئيس علي عبدالله صالح وقدَّم مبادرات تمثلت في عدم التمديد لفترات الرئاسة، وعدم التفكير في التوريث، ووقف إجراءات تعديل مواد الدستور؛ ما جعل المعارضة تعود إلى طاولة الحوار للاتفاق على صيغة للتعايش بين السلطة والمعارضة. وغير بعيد على الضفة الأخرى من الخليج العربي؛ إذ تجددت التظاهرات والاحتجاجات في إيران؛ حيث استلهمت الجماهير الإيرانية ما فعلته الجماهير المصرية والتونسية، مستأنفين مسيرات الغضب على تزوير انتخابات الرئاسة، وبدلاً من أن يتعامل النظام والأجهزة الأمنية مع ما يحدث في المنطقة هدَّد قائد الباسيج المحتجين من أنصار الثورة الخضراء، وتوعدهم بالويل والثبور مُذكِّرهم بما جرى لهم قبل عام.
التظاهرات بدأت في مواقع متعددة، وهي وإنْ بدت بسيطة إلا أن العارفين بأوضاع إيران يرون أن هذه التظاهرات مرشحة للتوسع والانتشار، خاصة إذا نشط المدونون الإلكترونيون، ولاسيما على صفحات الفيس بوك والتويتر، وإذا ما قامت المحطة الفضائية بالدور نفسه الذي قامت به بدعم تحركات المحتجين في مصر.
JAZPING: 9999