|
القاهرة - مكتب الجزيرة:
كشفت الصحف المصرية الصادرة أمس العديد من المفاجآت حول آخر أيام نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، التي واجه فيها ثورة 25 يناير التي نجحت في إسقاطه، ونشرت الصحف تفاصيل حول الحياة التي يعيشها الآن مبارك بمنتجع شرم الشيخ.
ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مصادر مطلعة أن مبارك دخل في غيبوبة كاملة منذ مساء السبت في مقر إقامته بمدينة شرم الشيخ، التي انتقل إليها منذ يوم الخميس الماضي مع عدد من أفراد أسرته، عقب تسجيله بيان تفويض السلطة لنائبه اللواء عمر سليمان.
وقالت المصادر: إن مبارك يعالج الآن تحت رعاية طبية، ولم يتقرر نقله إلى أي مستشفى داخل أو خارج مصر.
فيما قالت صحيفة «اليوم السابع»: إن مبارك رفض دعوات من عدة دول لاستضافته، مؤكداً أنه لن يخرج من مصر وسيموت على أرضها. وقال المصدر لليوم السابع: إن مبارك يعتزم كتابة مذكراته الخاصة، إلا أن ظروفه الصحية التي تعرض لها كانت سبباً في تأجيل الفكرة حتى لا يحدث له أي إرهاق مرة أخرى. مضيفاً: إن مذكرات الرئيس سيحمل فيها الكثير من المفاجآت وبالأخص حول السنوات الخمس الأخيرة.
أما صحيفة «الأهرام» الرسمية فقد نشرت تحقيقاً موسعاً عن آخر أيام نظام مبارك وإدارة أزمته مع الثورة منذ 25 يناير إلى 11 فبراير، مشيرة إلى أن التقرير الذي وصل إلى مبارك قبل الثلاثاء 25 يناير من حبيب العادلي وزير الداخلية السابق قلل من قيمة المظاهرة وقدرتها، وأن الموقف تحت السيطرة، ولن توجد ثمة مشكلة.
ومع استمرار الثورة الشعبية انتقلت إدارة الأزمة من وزارة الداخلية إلى رئاسة الجمهورية، حيث تم التعامل معها من خلال مبارك وعمر سليمان وزكريا عزمي وجمال مبارك وبمشاركة من سوزان مبارك.
وخرج بيان الرئيس الأول وهو يتصور أنه يطمئن الناس على الأحوال, وكان تقدير الموقف خاطئاً للغاية، فقرر تعديل الوزارة وتعيين نائب للرئيس, لكن لم تتوقف المظاهرات على عكس التوقعات.. وكانت المظاهرة المليونية يوم الثلاثاء مفاجأة المفاجآت, فالرئيس ومعاونوه تصوروا أن الوزارة انتهت ونائب الرئيس جاء.. فلماذا بقي الناس في الشوارع إذن بميدان التحرير وفي سائر المدن المصرية.
وكان البيان الثاني هو الأقرب إلى وجدان الناس, بعد دغدغة الخطاب مشاعرهم, لأنه تحدث عن الموت على أرض الوطن, ولاح في الأفق قبول المصريين لفكرة بقاء الرئيس في السلطة.
ووقع النظام بأكمله في ورطة مذهلة وحدث ارتباك هائل في القصر الرئاسي وصل إلى درجة العجز سواء في الفهم أو التعامل.. ووصل القرار إلى التنحي.. وكان سيعلن مساء الخميس 10 فبراير، لكن جمال أقنع والده بمحاولة أخيرة, وهي الخروج على الناس بحزمة إجراءات إصلاحية جيدة, مع نقل الصلاحيات إلى نائب الرئيس عمر سليمان. وفشلت المحاولة.. وجاءت لحظة النهاية، قرار تنحي الرئيس وتكليف القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.