القاهرة - مكتب الجزيرة
رفض القيادي السابق في الحزب الوطني الحاكم بمصر أحمد عز الاتهامات التي وجهت له بأنه السبب في ثورة الشعب على نظام الرئيس مبارك بوصفه المسؤول الأول عن تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي كانت أحد الأسباب الرئيسية في الاحتقان والثورة ضد النظام. وقال عز في حديثه لقناة العربية الذي سجل قبل تنحي مبارك بساعات: إنه ليس مهندس الانتخابات لكنه أحد المكلفين في منظومة كبيرة لإعداد الحزب للانتخابات واختيار مرشحيه، والدولة هي التي كانت تدير الانتخابات وليس الحزب. ونفى عز قيامه بإقصاء بعض خصومه من البرلمان، وقال: إنه تقدم باستقالته من الأمانة العامة للحزب بعد مهاجمة مقار الحزب الوطني في 11 محافظة وإطلاق النار على زملائه من أعضاء الحزب.
واعترف عز بأن الحزب قصّر ولم يستوعب الشباب بالقدر الكافي، وأخفق في فهم طموحات الشباب وتفكيرهم خاصة شباب الطبقة الوسطى، مشيراً إلى أن ما حدث حركة تمثل شباباً مصرياً رأى أن أحلامه أكبر مما كان الحزب يستوعب. وحيا عز كل الشباب الذين قاموا بمظاهرات 25 يناير مؤكداً أنه لم يكن يتوقع أن يخطو مثل هذه الخطوات. وأكد عز أنه سيستمر في مصر ولن يهرب، مؤكداً ثقته في عدالة القضاء ومتمنياً ألا يكون كبش فداء، ولم ينف أحمد عز أنه تلقى تهديدات واعتبرها مفتقدة للجدية، إلا أنها غير معلومة المصدر.
ورفض قضاة وسياسيون تصريحات أحمد عز، مطالبين بمحاكمته لمسئوليته عن تزوير الانتخابات، وقال المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي قضاة مصر السابق: إن عز وحزبه جعلوا من اللجنة العليا المسئولة عن الانتخابات التي اختاروها لا حول لها ولا قوة. وحمّل عبد العزيز الحزب الوطني مسئولية ما حدث في مصر، مطالباً بمحاكمة النظام ورموزه بما فيهم أحمد عز. واتفق معه في ذلك المعارض السياسي حمدين الصباحي قائلاً: «إن أحمد عز يتحدث الآن بعد أن انهار وزال سلطانه وزالت دولته، وعليه أن يلقى محاكمة عادلة أمام محكمة مدنية، ولدينا أوراق ومستندات حصلنا عليها من مباحث أمن الدولة، ولدينا مستندات مكتوبة وشهود تدينه وسنذهب بها إلى المحكمة، وعلى عز أن يكون شجاعاً ويقول إنه هو من خرب النظام».