|
يصاب البعض أحيانا بألم عند تحريك العين باتجاه شيء ما يصاحبه تدني في الرؤية وقد يظن البعض أن هذا نتيجة الإرهاق الشديد أو السهر ويتبين فيما بعد أنه يعاني من التهاب في العصب البصري. إن لم يُعالج جيدا وبشكل مستمر سيؤدي إلى فقدان البصر. والعصب البصري هو عبارة عن امتداد لطبقات شبكية العين الواحدة والذي يصل ما بين العين والدماغ ويقوم بنقل الصورة المرئية إلى الدماغ (مركز البصر) وبالتالي تمييز الرؤية من حولنا وما ينتج من تمييز الدماغ وإدراكه للمرئيات من حوله.
فيروسات واضطرابات بيولوجية السبب في الإصابة
هناك عدد من الأمراض التي تصيب العصب البصري منها التهاب العصب البصري والذي يكون حاداً أو مزمناً وقد يكون الفيروس سببا في حدوث ذلك أو اضطرابات في جهاز مناعة الجسم وفي بعض الأمراض العصبية الأخرى، كما قد يحدث هذا المرض نتيجة اضطرابات بيولوجية مثل الإصابة بمرض السكر أو التعرض للتسمم جراء تعاطي الأدوية الخاصة بالملاريا والدوسنتاريا،إضافة إلى سوء التغذية والإدمان على التدخين والكحول من أسباب التهابات العصب البصري المزمنة المهمة وهناك إمكانية أن يلعب الدور الوراثي سببا في ذلك.
فقدان الإبصار
الالتهاب الحاد غالبا ما تكون أسبابه فيروسية أو ضعف في جهاز المناعة مصاحبا لأمراض جهازية أخرى ويكون تدني الإبصار سريعا وملحوظا بينما المزمن يكون تدني الإبصار فيه تدريجيا بسبب التسمم الغذائي الذي يؤثر على العصب بشكل تدريجي مما يفقده وظيفته الحيوية. وقد نسمي الحالات الحادة في حال تكرارها مزمنة مؤدية إلى التدرج في ضعف البصر مما يؤدي إلى فقدانه.
تدني مستوى الرؤية
عندما يصاب الشخص يشعر بتدني مستوى الرؤية وتمييز الألوان بشكل حاد, وقد يكون أحيانا مصحوبا بارتفاع درجة الحرارة والإنفلونزا الحادة وألم عند تحريك العين إذ يلاحظ المريض تدني الرؤية في العين المصابة مما يستدعيه لمراجعة الطبيب.
فحوصات وقياسات للعين
يتم تشخيص تلك الحالات بالكشف من قبل الطبيب على العين وتشخيص الحالة سريرياً، إضافة إلى إمكانية فحص قرص العصب البصري في قاع العين وقياس المجال البصري وأحيانا نضطر لبعض الفحوص مثل تخطيط الحقل البصري للتأكد خاصة في حال التكرار وقد نلجأ لعمل الفحوص الدموية اللازمة وأحيانا أخرى يتم التنسيق مع استشاريي الأعصاب وأخصائيي التغذية.
العلاج يتوقف على طبيعة الحالة
العلاج في تلك الحالات يتم عادة بالأدوية والعقاقير المختلفة وفي حالات التسمم الغذائي نقوم بتغيير السلوك الغذائي وفي حالات الإدمان نحاول مساعدة المريض على الإقلاع عن المخدرات والتدخين حسب ما يتناسب مع طبيعة كل حالة.
أهمية التشخيص والعلاج المبكر
يستغرق العلاج عدة أسابيع مع المراقبة الحثيثة من قبل الطبيب واستخدام العلاج الموصوف إذ يجب الانتباه إلى أن تكرار مثل هذه الالتهابات يؤدي إلى ضعف البصر الشديد وقد يؤدي إلى ضمور العصب البصري مسببا العمى، كما أنه إذا لم يحصل المريض على التشخيص والعلاج المبكر فإن الالتهابات ستبدأ في الانحسار مخلفة وراءها ضموراً في العصب البصري يصبح معه ضعف البصر مستديما وقد يصل لمرحلة العمى.
د. جيمس فوشيااستشاري طب وجراحة العيون الحاصل على البورد الأمريكي المجمع الطبي بالعليا