ليس استباقاً لما سوف يتحقق من تغيرات إيجابية لمعالجة الأوضاع المزمنة التي عانت منها محافظة جدة منذ مدد طويلة، والتي كشفتها وأظهرتها السيول التي أوجدتها الأمطار الغزيرة مؤخراً، وجعلتنا جميعاً وفي مقدمتنا المسؤولون إلى البحث عن أفضل الحلول لمعالجة وضع ظلَّ لسنوات طويلة دون علاج حقيقي. وهنا لابد من الإشارة إلى أن (ربَّ ضارة نافعة)، فالأضرار التي حصلت لمحافظة جدة بسبب السيول حفَّزَتْ وحرَّكتْ الجميع لعلاج نافع وحقيقي، وقد تمثل العلاج -ومثلما أشرنا قبل أيام في هذا المكان- بالاستفادة من الخبرات والإمكانيات العالية للشركات الدولية المتخصصة، والتي سبق لها أن عالجت مشكلات مشابهة ونجحت في وضع حدٍ نهائي وبتكاليف أقل مما صُرف على معالجة إشكاليات جدة دون فائدة.
ولهذا فقد استبشرنا جداً من الإجراءات التي بدأت اللجنة الوزارية التنفيذية الفرعية في القيام بها، ومنها تقسيم مدينة جدة إلى 16 مربعاً ومستطيلاً لإنشاء مراكز إسناد وقوات طوارئ وآليات من الأمانة، ستكون ثابتة في حال الطوارئ لتسارع في إنجاز مهامها.
أما أهم ما استبشرنا به فهو إسناد إدارة مشروع معالجة أوضاع جدة إلى شركة أرامكو.. وهو مشروع سيتم إنشاؤه خلال أسبوعين، والذي سيتم الاستعانة ب10 شركات دولية متخصصة لتنفيذ عمليات هذا المشروع الذي ستشرف عليه أرامكو، ويشارك في إنجازه مهندسون سعوديون من خلال عمليات شركات إدارة واعية وعملية وعلمية، دون أن يكون هناك مجال للتكسُّب عبر ما كان يسمى بـ(مقاول الباطن)، وأن تكون هناك مراقبة جدية، وإشراف مباشر من شركة وطنية عالمية (أرامكو) مع إتاحة الفرصة للمهندسين السعوديين لمتابعة تنفيذ الأعمال ومراقبتها.
JAZPING: 9999