لا يزال نصف مليون شاب سعودي يأملون أن يتحرك مجلس الشورى من جديد ويعيد النظر في المقترح الذي تقدم به عضو المجلس الأستاذ سالم المري ويتضمن صرف بدل بطالة بمقدار 3000 ريال شهريا لكل شاب عاطل عن العمل.

المقترح الذي لم يلقَ قبولا عند التصويت عليه في العام الماضي كما لم يطرح الرافضون له بدائل ولم يتحرك مجلس الشورى حتى الآن بالقدر الكافي في اتجاه إيجاد حل سريع على الرغم من أن دراسة علمية حديثة صادرة عن وزارة الداخلية أقرت بأن البطالة أحد أكبر مسببات الجريمة في السعودية إذ أظهرت الدراسة أن 90% من نزلاء السجون السعوديين عاطلون و70% منهم جامعيون.

الحجة التي يبديها الرافضون لصرف بدل البطالة بأنه سيشجع على الخمول والكسل حجة هشة -مع احترامي- فالشاب الجامعي قضى شطرا من حياته بين قاعات الدرس وأداء الفروض والواجبات التي تمكنه من أن يعمل بجد واجتهاد، وهذا المبلغ الزهيد يحفظ ماء وجوه شبابنا العاطل وكرامتهم ويحميه من نزغ الشيطان، ولا ننسى العاطلات عن العمل فلهن مثل الذي عليهن في هذا الوطن، فلهن الحق في بدل البطالة حماية لهن من التسول وحفظا لهن من الانحراف والشطط - شريطة الحصول على الشهادة الجامعية-!

كما أن في صرف بدل البطالة استحثاثا لجهات كثيرة ومنها وزارة المالية للجد في حل المشكلة وإيجاد وظائف جديدة لقوائم الانتظار المتكدسة منذ سنوات، فلن تطيق صبرا هذه الوزارة وهي تصرف بدل البطالة لابد بعدها أن تستجيب لطلبات الوزارات المتوالية لاستحداث الوظائف الجديدة التي تتراخى في الاستجابة عن أكثرها.

إنني أهيب بمجلس الشورى أن يتحرك ويعيد مناقشة المقترح ليواجه العاطلون والعاطلات متطلبات حياتهم الكريمة قبل أن تنتهي بهم الحال إلى نزلاء في السجون كما تشير الإحصائية السابقة.