هل تراجع معالي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله عن تصريحه بأنه (مستاء) من وضع التعليم العام بالمملكة أم أن الصحافة فسرت تصريح الوزير بتفسير مغاير لما قاله أو ينوي قوله؟.. الحقيقة التي قالها الوزير الأمير فيصل بن عبدالله والثابتة هو توضيحه الذي نشر الأربعاء قبل الماضي عندما قال: «إن رغبته في تطوير التعليم، وتقديم الكثير في العملية التعليمية مقارنة بالمعطيات التي تمنحها الدولة ل(التربية) هو الذي دعاه إلى ذكر عدم رضاه عن مستوى التعليم، مشيراً إلى أن كلامه فسر خطأ، وأنه لن يبقى في وزارة التربية حينما لا يقدم الجديد»؛ انتهى التوضيح نشرته الصحافة السعودية... الحقيقة قالها معالي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل سواء كان استياءً صريحاً أو عدم (رضاه) عن مستوى التعليم من أداء الوزارة أو من تحقيق المنجزات مقابل ما تبذله الدولة من المليارات سنوياً على التعليم العام. فالأمير فيصل قال الحقيقة بوضوح وشفافية، والجميع مع الوزير في هذه المكاشفة والوضوح والشفافية وكشف الأوراق، مع شجاعة الأمير فيصل ومع صدقه في طرح الحقائق على الطاولة؛ لأن الوزير بصورة أو بأخرى يرفض أن تخدعه التقارير غير الواقعية وسياسة (تمام يا أفندم) التي جرت الويلات و(سم طال عمرك) غير الصادقة، والضجة حول مكتبه وحفلات العلاقات العامة ومؤتمرات (ذر الرماد) والدفع بالبرامج والمشروعات غير الناضجة التي تورط الوزارة.. الأمير فيصل اكتشف بعد سنتين من العمل حقيقة ملموسة تحسسها بيده هي: أن تطوير التعليم لا يتساوى ولا يقارن مع ما تضخه الدولة من مليارات في ميزانية التعليم سنوياً.. كما أن الحقيقة التي لم يقلها الأمير فيصل بن عبدالله هي خيبة الأمل من الفريق الذي يعمل معه من النواب والوكلاء عندما لم يصلوا إلى طموح وتطلع الدولة ويحققوا الأهداف التي جاء من أجلها الوزير.