برز دور الإعلام الجديد وتأثيره في مجرى الأحداث التي شهدتها مصر وتونس، وإذا كانت وسائط الإعلام الاجتماعي الجديد مثل (التويتر وفيسبوك) قد فعّلت الاحتجاجات والتظاهرات التي اندلعت في تونس، وأدت إلى التغيير الذي وصل إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، فإن الإعلام الجديد بوسائطه المتعددة إضافة إلى الفضائيات واليوتيوب قد عجلت في أحداث التغيير في مصر؛ فالذي نعرفه أن الناشطين السياسيين عبر وسائط الإعلام الجديد قد وظفوا القدرات الإلكترونية، وبرز منهم المدون وائل غنيم وأسماء مجاهد ونوارة نجم وإسراء عبدالفتاح وكثير من الشبان المصريين، ومن ثَمّ استطاعوا أن يحشدوا مئات الآلاف من الشبان ويوجهوهم إلى ميدان التحرير وفق معادلة تراتبية؛ إذ كان المدوِّن يوجِّه عشرة ممن يتواصل معهم إلى ميدان التحرير، وكل واحد من هؤلاء العشرة يتواصل مع عشرة جدد، وهكذا حتى وصل المحتشدون إلى مئات الآلاف الذين ملؤوا ميدان التحرير، وقبل ذلك كورنيش النيل أمام مبنى التلفزيون، وهنا ظهر دور المحطات الفضائية عبر «الكاميرا والمايك»، الصورة والصوت، وبرز التأثير القوي للمحطات الفضائية التي بنت على ما قام به الناشطون السياسيون عبر المدونات، فكان للعربية والجزيرة الدور المؤثر الأكبر في زيادة حشود الجماهير في ميدان التحرير. وبغض النظر عن التوجهات السياسية والدوافع التي كانت توجه تغطيات محطة الجزيرة الفضائية، ومحاولة محطة العربية الفضائية أن تقدم عملاً إعلامياً احترافياً مهنياً، إلا أن المؤكد أن كلتا المحطتين قد ساهمت في توسيع دائرة الاحتجاجات بل وأيضاً ساهمت في إحداث التغيير في مصر.