يبدو أن اللجنة الإشرافية لتطوير مطار الملك خالد الدولي اقتنعت فعلا بأن العميل قد خرج من الصورة النمطية القديمة ليصبح الركن الأقوى في العملية التسويقية، بعد أن كثر المنتجون واشتد التنافس بين مقدمي خدمة النقل الجوي للمسافرين عبر مطارات العالم المختلفة، لذلك سنرى جميعا، بعد ستة شهور - إن شاء الله - زيا موحدا للعاملين في خدمتنا بالمطار، مما يمنحنا فرصة حقيقية لتقييم الخدمة المقدمة، خاصة وأن شريحة العاملين كل العاملين بدون استثناء ولا محسوبية سيلتزمون بزي موحد من أجل تقديم الخدمة: بدلة متكاملة في ساحات المطار و(جاكيت) فقط للعاملين في الصالات, و(دقلة) لمن يقدم خدمة الضيافة، وهذا الزي الجديد جاء حلا سريعا لتطوير الخدمات وأساليب التعامل مع مرتادي المطار، خاصة وأنه يحمل اسم وشعار المطار بشكل يسهل على مرتاديه التعرف على موظفيه دون غيرهم من العاملين للتقدم لهم بطلب المساعدة أو الاستفسار أو حل ما يواجهونه من إشكالات تتعلق بسفرهم. وهذا هو أولى النتائج الملموسة على أرض المطار لبرنامج التميز في ومهارات وسلوكيات التعامل مع مرتادي المطار، والذي أطلقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الشهر الماضي، والذي تبنى شعارا بسيطا وعميقا في نفس الوقت: «نحن نهتم» ليصبح «ضيف الرياض ضيفي».
بقي أن يضع المشرفون على هذا البرنامج، إذا أرادوا له أن يحقق أهدافه وفقا لمعايير الجودة العالمية، أن يضعوا باحترافية عالية حقوق واحتياجات ومصالح المسافرين وكافة مرتادي المطار هدفا إستراتيجيا لهم، بعد أن يتم تحويلها إلى رسالة واضحة، يترجمها الجميع دون استثناء، وبذلك فقط يضمنوا لنا جميعا بأن خطوة « الزي الموحد « هي فاتحة مرحلة نوعية من التدريب والتطوير لكافة العاملين للخروج بهم أولا من ضيق نظرتهم «التقليدية»، إلى فضاء أوسع يجعل من المسافرين «عملاء» يحتاجون إلى خدمة نوعية منافسة!!
أخيراً:
ما زال يطمح المواطن والمقيم ألا تقتصر هذه الخدمة التطويرية على واجهة المطار فقط بل عليها أن تشمل كافة مفاصل عملية التعامل مع المسافرين عفوا أقصد «العملاء»، لتتحول إلى سلة من المهارات السلوكية في كل زوايا ومرافق المطار التي تتقاطع مع خدمة المسافرين مما يساهم فعلا في إعادة معمار النظرة القديمة تجاه السفر وخدماته في مطار يجب تطويره ليليق ببوابة مملكة الإنسانية.
