Sunday  13/02/2011/2011 Issue 14017

الأحد 10 ربيع الأول 1432  العدد  14017

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

حاشية كتاب التوحيد على رفوف معرض نوادر مخطوطات الدارة
خالد بن علي الحيان(*)

رجوع

 

بحق أن المعرض الأول لتراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي رعى افتتاحه سمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، وذلك بدارة الملك عبد العزيز مساء الأحد الموافق 27-1-1432هـ، له طابعه ومقاصده وميزه وندرة مخطوطاته المعروضة فيه، والتي جعلت من لهم عناية بالمخطوط يأتون إليه من كل حدب وصوب، ولقد يسر الله زيارته في تمام الساعة التاسعة وخمس وعشرين دقيقة من صباح يوم الاثنين الموافق 28-1-1432هـ، ومما لفت نظري فيه وقت تجوالي عرض جزء لمخطوطة لحاشية كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت: 1233هـ).. ولقد كُتب حولها وعنها تعريف يسير جداً في كتاب النوادر الذي صاحب المعرض، وتتمة لما كُتب ارتأيت الكتابة عن هذه الحاشية التي ليس لها شهرة، ولم يذكرها أحد من أهل العلم في ترجمته وتُعد من النوادر المفقودة.

ووجودها في حوزة مكتبة أسرة آل الشيخ له اعتبار، ولقد ذكر شيخنا عبد العزيز بن باز (ت: 1420هـ) أنها قُرئت عليه إبان قضائه في بلد الدلم بين الفترة (1357هـ - 1371هـ) انظر كتاب فتح المجيد تحقيق الدكتور الوليد الفريان. (ص 24)، وكتاب عناية العلماء بكتاب التوحيد لعبد الإله الشايع. (ص 99)، ومن المسلم به أن الشيخ سليمان بن عبد الله، هو أول من شرح كتاب التوحيد للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت: 1206هـ) في كتابه تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد.والحكم أيضاً ينسحب على حاشيته التي نحن بصدد الحديث عنها، وحاشية الشيخ على كتاب التوحيد يظهر فيها الاعتناء بمتن الكتاب والحاشية عليه في الخط والنقولات وضبط الألفاظ والمنهجية في الترميز ونسبة الأقوال إلى قائليها.. إلى غير ذلك مما ميّزها.. ووجود شرح وحاشية على كتاب واحد أمر سائغ وطبعي سار عليه أهل العلم قديماً وحديثاً.. مؤكداً هذا الصنيع على ضرورة وأهمية الكتاب، لكن تبقى تساؤلات كثيرة مهمة.. وهي: هل هذه الحاشية قبل تأليفه لكتابه التيسير الحميد أم العكس.. وهل بينهما تشابه، وما مقدار التشابه إن وجد؟.. وخصوصاً أنه ذكر عن الحاشية أنها كاملة لكن مفقوداً منها الأول والأخير.. ووجود هذه الحاشية بهذه الصفة يكشف تحرير القول إن الشيخ سليمان بن عبد الله توفي قبل أن يكمل كتابه التيسير.. مما جعل الطابع والناشر للتيسير يكمل النقص من كتاب فتح المجيد.. وبالجملة فهناك استفهامات كثيرة بين الكتابين.. كما أن هناك لطائف بين الماتن والشارح، حيث إن متن الكتاب يُعد أول كتاب في بابه وشرح الشيخ سليمان يُعد أول شرح وحاشية على الكتاب.. أيضاً المتن للجد والشرح والحاشية للحفيد.. أيضاً: المتن يشتمل كله على شيء من الآيات وكثير من الأحاديث.

والشيخ سليمان معروف باعتنائه بالحديث وصنعته. أيضاً لقائل ما السر في وجود نسخة في بلد الدلم قُرئت على الشيخ ابن باز.. ولعل الجواب أن يُقال: إن في قرى جنوب منطقة الرياض كالخرج والحوطة ونعام والحريق تلاميذ للشيخ سليمان، فلعلهم نسخوها ونقلوها معهم في بلادهم. أيضاً كان لمجيء الباشا لبلد الدرعية واعتدائه على أهلها ظلماً أثر في نزوح أسرة آل الشيخ إلى جنوب الرياض، وبالأخص إلى بلدي الحوطة والحريق، فلعلهم مما حملوها مع آثارهم العلمية، ولقد اطلعت على شيء من تلك الآثار في بعض المكتبات الخاصة في البلدان المذكورة بواسطة الأستاذ - عبد الله بن سعد الدريس.. صاحب كتاب طريق حاج اليمامة.

(*) المرشد الديني للقوات البحرية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة