Sunday  13/02/2011/2011 Issue 14017

الأحد 10 ربيع الأول 1432  العدد  14017

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

قراءة في كتاب « الخرج في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز»
تأليف: الدكتور/ ناصر بن عبدالعزيز العرفج - (الحلقة الأولى)علي بن حمد بن عسكر

 

رجوع

 

الخرج في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز، عنوان «جامع مانع» فهو يعني، فيما يعني، أنه يشتمل على جميع ما يخص الخرج وأهله في تلك الفترة. وهذا الكتاب هو الإصدار الثاني للدكتور فيما أعلم، والدكتور ناصر، رمز من رموز المجتمع ويحمل أعلى الدرجات العملية.

وهو رجل طيب مبارك من أسرة طيبة مباركة، وأخبار الدكتور التي أسمعها عنه ترفع الرأس، فهو يشفع وينفع، ويعمل الخير، ولم يسبق لي أن تشرفت بمقابلته، ولا شك أن مقابلته وأمثاله مثل مقابلة بائع المسك. وقد عرفته من خلال كتاب صدر له بعنوان (قطار الحياة) أهداه لي صديقي العزيز المحبوب من الجميع الأستاذ عبدالعزيز البراك فقرأته وأعجبني طموح الدكتور وكفاحه وسيرته أيام الطلب وتمنيت أن لو كان لي رأي يطاع لجعلت ذلك الكتاب مقرراً دراسياً يكرس الطموح والكفاح في طلب العلم عند الشباب، ثم وصلني بعد ذلك كتابه الثاني وهو عنوان مقالتي هذه فقرأته، وسرني جميع ما فيه ومن فيه من العلماء والأمراء والقادة والمواطنين فإنهم يستحقون كل ما قاله المؤلف عنهم وأكثر من ذلك.

ولكن ما ساءني هو الجزء الأخير من الفصل الخاص بقادة السرايا المشاركين في معارك توحيد المملكة مع الملك عبدالعزيز؛ لأن هذا الجزء صور أهل الخرج أمام القراء والأبناء والأحفاد وكأنهم يتفرجون على ما يجري، وذلك خلاف الواقع المدون والموثق وخلاف الواقع المستفيض من التاريخ الشفوي (الذي هو أحد روافد تاريخنا الوطني)(1) وهذا الإقصاء من المؤلف إجحاف في حق الأهالي وهضم لحقوق الآخرين الذين شاركوا في معارك توحيد المملكة لاسيما وبعض الكتب التاريخية توثق أسماءهم ومشاركتهم وتؤكد حقهم في المشاركة، ولكن المؤلف لم يعلم بها ولم يطلع عليها واختزل مشاركة أهل الخرج في توحيد المملكة في ثلاثة أشخاص، وبذلك حصل الإجحاف والنقص والتقصير والإقصاء لمعظم قادة السرايا المشاركين وأود أن يتسع صدر الدكتور لملاحظاتي ولا مانع أن أناقش الدكتور، خاصة وأن الكتاب ليس كتاب نظريات علمية أو فكرية فلو كان كذلك لكان من اختصاص الدكتور وأمثاله، ولكن الكتاب رصد تاريخي يرصد معلومات وقعت في المجتمع الذي يتحدث عنه الكتاب وأجزم أن الدكتور ناصر سيتسع صدره لما أقول: لأنه يعرف أن عهد الملك عبدالعزيز موثق في مراجع عديدة ولو أن أكثرها يغلب عليه الإجمال فإنه يوجد منها مراجع تفصل قواد السرايا بالأسماء وعدد كل سرية خاصة في حمله سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي عام 1351هـ يأتي ذكرها وتفصيلها لاحقاً في مكانها المناسب من هذا المقال.

وأقول: إن التراث التاريخي يشهد لأهل الخرج بالشجاعة والفداء والتضحية والولاء والمشاركة في المعارك من بداية دخول الخرج تحت الحكم السعودي وفي عهد الملك عبدالعزيز كان يقود سرايا أهل الخرج في ذلك الوقت أبطال من أسرة آل عفيصان أسرة الفداء والتضحية والكفاح والولاء والحق أحق أن يقال والله جل وعلا أمرنا أن لا نبخس الناس أشياءهم ففي عهد الملك عبدالعزيز كان الأمير سعد بن عفيصان وأبناؤه من رجال عبدالعزيز الأوفياء فقد كان سعد أميراً في الأفلاج ثم في وادي الدواسر ثم قاد جيشاً إلى أبها وأبلى بلاء حسنا.

ثم عين أميراً في أبها وأرسل ابنه سليمان قائداً لسرية من السرايا وقد قتل وجاد بنفسه(2) (والجود بالنفس أقصى غاية الجود) ويقول الشيخ: عبدالله بن خميس (آل عفيصان أسرة كريمة عريقة في المجد والجود والشجاعة صار منهم أمراء في جهات عديدة في دولة آل سعود منهم قواد على الجيوش والسرايا منهم سعد بن عفيصان وأبناؤه في عهد الملك عبدالعزيز ساروا على نهج سلفهم وقد قتل ابن الأمير سعد في أبها ووالدة أمير عليها(3) وأقول: إنك بوضع عنوان كتابك (الخرج في عهد الملك المؤسى عبدالعزيز) قد ألزمت نفسك بإيراد جميع ما يخص الخرج وأهله في تلك الفترة فأنت الذي وضع عنوان الكتاب وهو عنوان (جامع مانع) كما يقول الأصوليون فبذلك وجب عليك أن تجمع تحت هذا العنوان ما يخص الخرج وأهله في ذلك العهد ولا صعوبة في ذلك فكل ما تريده من إكمال هذا العمل موجود فالتوثيق متوفر ومتيسر فإن لم يكن بين يديك فهو حواليك في المكتبات العامة والخاصة والتجارية والمعلومات المستفيضة موجودة أيضاً فما عليك إلا السؤال والنقاش والبحث وأقول: الاستفاضة دليل قوي كما هو معلوم يعتمده حتى القضاء بل هو أحد القواعد الشرعية وقد استخدمتها يا دكتور في الصفحات رقم (37-46-57-58-62-69) ولا غبار على ذلك الاستخدام والاستشهاد به لأن الاستضافة يتكلم بها الكثير فبذلك ينتفي التواطؤ على الكذب ولكن فاجأنا الدكتور في الصفحة رقم (125) وهدم مصادره التي اعتمد عليها من التاريخ الشفوي وبذلك هدم ما عمله ورصده في الصفحات المشار إليها (37-46-57-58-62-69) وذلك بإلغاء الاستفاضة وإلغاء الاستشهاد بها لأنه في أمس الحاجة لها سابقاً فيما يريد فصارت حلالاً واستغنى عنها لاحقاً فيما لا يريد فصارت حراماً فيقول في النص التالي (ومن المهم التنبيه إلى أن جميع من وردت أسماؤهم وتراجمهم ممن تم تكليفهم بالإمارة أو قيادة بعض السرايا من أهل الخرج لم يدون شيء منها إلا بعد التأكد من صحته وذلك باستناد المعلومات إما ما تم الحصول عليه من وثائق أو بيانات لخدمة و مراجع موثوقة وفي حالة إسقاط أسماء أشخاص من هذه الفئة فإن السبب الوحيد في ذلك يرجع إلى عدم التمكن من الحصول على المعلومات التي تثبت تكليفهم علماً أنني بذلت ما أستطيع في جمع ما أمكن جمعه والكتابة عنه ولقد حرصت كل الحرص في أن يكون هذا الفصل مثل بقية الفصول الأخرى بعيداً عن الدعاية لأن الكتاب كتاب تاريخي وليس إعلامياً.

أقول: المؤلف في هذا الجزء الخاص بقادة السرايا ألغى الاستضافة والاستشهاد بها وهو الذي قد اعتمدها واحتفل بها في بعض الفصول الأخرى لماذا تغير الميزان؟!

عجبي يا دكتور!! وعجبي يطول!! وأعظم من ذلك أنه في النص السابق لا تكفيه المراجع بالنسبة لقادة السرايا ومعلوم أن المراجع هي الكتب المخطوطة أو المطبوعة أو المجلات أو الصحف ويشترط أن تكون (مراجع موثوقة) ولا أدري ما هي القاعدة التي يحدد بها (المراجع الموثوقة) أخشى أن تكون قاعدة (المزاج العاطفي العنادي) لأن هذه القاعدة تقضي على الدلائل العقلية والنقلية والمنطقية ولا تراعي أي حقوق أدبية أو معنوية واضرب لك مثلاً واقعياً حدث لي مع دكتور علم حقوقي أثناء مناقشتي له وجهاً لوجه كنت أقول له إن صك حجة الاستحكام الذي يصدر من دوائر الدولة في العقارات يعتبر شمس الوثائق وبقية الوثائق نجوم، فرد عليّ ذلك الدكتور الحقوقي بما يحتوي عليه من تسيب واستهتار قائلاً (صك حجة الاستحكام ليس قرآناً منزلاً وإنما هو حبر على ورق). انظر إلى ذلك العناد المزاجي عند ذلك الدكتور الحقوقي وكيف حول أعظم وثيقة إلى لا شيء!! ويقول الدكتور المؤلف (وقد حرصت كل الحرص في أن يكون هذا الفصل مثل بقية فصول الكتاب الأخرى بعيداً عن الدعاية لأنه كتاب تاريخي وليس إعلامياً). وأقول للدكتور: لقد حرصت يا دكتور كل الحرص حتى تحققت الأهداف التي تريدها وأهدافك تحققت عندما دونت في الجزء الخاص بقادة السرايا ثلاثة أشخاص هم كل أهل الخرج المشاركين في معارك توحيد المملكة: في نظرك وقواعدك وعند ذلك أنهيت الكتاب وذوبت الحقائق التاريخية الخاصة ببقية قادة السرايا من أهل الخرج وهو خلاف الواقع الموجود في الكتب التاريخية وكفأت التاريخ في عيون الأجيال نحو من سبقهم هل هذه هي النظرة الحيادية والمنطقية والعقلية التي نعتقد أنها متوفرة في أصحاب الدرجات العلمية العليا؟!

وعند ذلك أشعرك عقلك بأنك قصرت في حق أهل الخرج فلجأت في ثنايا حديثك في بعض الصفحات إلى عبارات تدغدغ بها المشاعر فتقول وأهل الخرج لهم مشاركات في معارك التوحيد ولهم مواقف مشرفة.

أقول: نعم لهم مواقف مشرفة ولهم مشاركات مشكورة أين هي؟! لماذا لم تدونها؟! لماذا لم تبرزها للأجيال؟! حتى تكرس فيهم الولاء والوطنية أنت ذوبتها واختزلتها في ثلاثة أشخاص فعباراتك لا تعدو إلا أن تكون: عجناً في الآذان وحكاً في الأجفان، لماذا لم ترصد وتدون جميع قادة السرايا الموجودة أسماؤهم في التاريخ المدون وفي التاريخ الشفوي المستفيض لتبرهن للأجيال ما كان عليه الأجداد والآباء لكي يتربوا على الولاء والوطنية والفاعلية نحن نريد منك تاريخاً واقعاً امتلأت به الكتاب التاريخية والتاريخ أمانة والمؤرخ أمين لا يهضم حقوق الآخرية وكما يقع اللوم على مزور التاريخ ومزيفه فكذلك يقع الوم على من يخفي التاريخ ويذوبه وأنت بلا شك بريء من كل ذلك.

وأظن أن الذي حال بينك وبين الإتقان وإكمال العمل على الوجه المطلوب هو: المشقة والتعب كما قال الأول:

لولا المشقة ساد الناس كلهم

الجود يفقر والإقدام قتال

فلو أن الدكتور المؤلف أتعب نفسه بالبحث عن المعلومة واجتهد في تحصيلها لصار مبرزاً وسيداً في هذا البحث والمعروف عن الباحث أي باحث أنه يفرح ويحتفل بالمعلومة التي تخص بحثه ويتعب نفسه لتحصيلها ليكون بحثه مشكوراً مذكوراً عند الخالق والمخلوق ولا شك أن الثناء حاجة فطرية في الناس كما قيل:

يهوى الثناء مبرز ومقصر

حب. الثناء. طبيعة الإنسان

وأقول ما دام أن المؤلف. لا يحب المشقة والتعب. ولديه أهداف مسبقة. يحدوه الشوق. لتحقيقها وإبرازها. لماذا لا يختار لكتابه. عنوانا يعفيه من التقصير واللوم. مثل أن يقول: (شيء من تاريخ الخرج في عهد الملك عبدالعزيز) أو (صفحات من تاريخ الخرج في عهد الملك عبدالعزيز) لو كان. فعل مثل هذا. لأعفى نفسه من التقصير واللوم. ويكون ما رصده من معلومات كافياً لعنوانه. ولكنه صاغ عنواناً (جامعاً مانعاً) والمعلومات التي رصدها. تحت ذلك العنوان. لا تكفي. ولا تشهد بالواقع. فيلزمه البحث عن المعلومة. والنقاش والسؤال. لأنه هو الذي ألزم نفسه. ولا أحد غيره. وبما أنه لم يفعل. فعند ذلك. لا يحسن بنا السكوت. بل يجب علينا. إبداء التنبيهات والملاحظات. انتصاراً للعقل والمنطق والحيادية.

وسأبدأ. بما هو مدون في المراجع أولاً. ثم التاريخ الشفوي المستفيض ثانياً. يقول المؤلف: (علماً أنني بذلت. ما استطيع في جمع ما أمكن جمعه. والكتابة عنه). أقول للمؤلف: لماذا لم تستطع الاطلاع على مجلة كلية الملك خالد العسكرية. ففيها بحث للدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى سابقاً. ومتخصص في التاريخ وحاصل على أعلى الدرجات العلمية في هذا الفن. بل هو حجة في هذا المجال. فقد أورد في بحثه. عدد من قادة السرايا. مبينة على وثائق نظامية. وردت في السجلات الرسمية وتخص المعارك التي حصلت عام 1351ه (5). ومثله كتاب (منطقة تثليث وما حولها عبر العصور) (6). فقد أورد صاحب كتاب تثليث، جدولاً ببين فيه ثلاث وخمسون سرية. يقودها سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد آل جلوي، ومن ضمنها أربع سرايا، من أهل الخرج في عام 1351ه. وأوردها بالمسميات والترتيبات والصياغة التي وضعها بها صاحب كتاب تثليث لأجل الأمانة العلمية:

1 - أهل الخرج: (7) وعددهم (خمسون فرداً) قائد السرية الشيخ حمد بن عسكر (8).

2 - أهل الضبيعة: وعددهم (ثمانية وتسعون فرداً) قائد السرية الشيخ علي بن هديهد.

3 - أهل الهياثم: وعددهم (ثلاثمائة وخمسون فرداً) قائد السرية الشيخ خالد بن حشر.

4 - أهل الحريدي: وعددهم (واحد وعشرون فرداً) قائد السرية الشيخ محمد بن محمود. انتهى.

أقول: تلك المراجع. اعتمدت على وثائق من السجلات الرسمية للدولة أظنها ترقى إلى (مراجع موثوقة).

ويقول تركي بن ماضي: (سبق وأن أشرنا إلى نزول الأمير عبدالعزيز بن مساعد. فالمذكور وصل أبها واجتمعت جنوده، وهم خلق كثير من أعيان ورؤساء أهالي نجد. باديتهم وحاضرتهم. وقد نزل مع عقبة ضلاع وجنح إلى الجبال، وأول معركة دارت بينه وبين الثور كانت في الحقو. وقتل في هذه المعركة محمد بن سحمي العاصمي) ثم عدد الأماكن الأخرى التي قاتل فيها الجيش حتى ذكر (المضايا) ثم قال: (وقد فشا في الجند مرض الملاريا. ومات منهم خلق كثير رحمهم الله) (9).

ويقول تركي بن ماضي عن معارك الحدود الثانية عام 1353ه. وفي 17-9-1352ه بدأت المناوشات على الحدود مرة أخرى. وتطورت إلى معارك ثم انتصار ساحق في 21-1-1353ه (10).

(يتبع)

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة