تقع محافظة القريات في أقصى شمال المملكة العربية السعودية وتعتبر أبعد محطة للخطوط السعودية من الرياض وكذلك أغلى تذكرة، حيث تبلغ قيمة التذكرة من وإلى الرياض 860 ريالا، ومع ذلك لا يوجد مقاعد على هذه الرحلة، فمنذ عشرات السنين والقريات تنتظر اهتمام الخطوط السعودية لها.. فمن المستحيل الحصول على مقعد مؤكد على رحلة القريات الرياض في أي وقت وخاصة أثناء الصيف.. ففي الصيف وأثناء العطل يستحيل الحصول على مقعد، حيث تحجز جميع المقاعد للمقيمين العاملين في المملكة مسبقاً من مختلف الجنسيات وخاصة بلاد الشام والأردن، من خلال تحويل تذاكرهم الدولية إلى داخلية على محطة القريات ونقل سياراتهم إلى القريات من خلال شركات النقل ومن ثم العبور بها عبر منفذ الحديثة إلى بلدانهم، متسببين بذلك في أزمة حجوزات لرحلة القريات، وأصبح المتضرر من تلك التحويل هم أبناء القريات، ومع العلم أن أهالي القريات لا يسافرون إلى الرياض للاستجمام فأغلب المسافرين هم من لهم مواعيد في المستشفيات فيضطر أبناء القريات المرضى من قطع آلاف الكيلومترات ذهاباً وإياباً معرضين أنفسهم إلى مخاطر الطريق، أضف لذلك أن مواعيد إقلاع رحلات القريات تعتبر من أسوأ المواعيد، فإذا أردت أن تقلع من القريات في الغالب فسوف يكون إقلاعك الساعة العاشرة والنصف ووصولك الساعة الثانية عشر لمطار الملك خالد ولن تستطيع إنهاء إجراءات الوصول والخروج من المطار إلا الساعة الواحدة والنصف ولن تصل مدينة الرياض إلا وقد انتهى الدوام الرسمي لكافة الإدارات الحكومية مما يضطرك إلى البقاء في الرياض لليوم التالي لمراجعة الجهات الحكومية وبعد الانتهاء من المراجعة فإنك سوف تضطر إلى البقاء لليوم الثالث لعدم توفر رحلات مسائية للقريات وفي اليوم الثالث احترس أن تنام في هذه الليلة فرحلة القريات بعد صلاة الفجر مباشرة فحاول أن تنام في المطار حتى لا تذهب الرحلة عليك، فإذا كنت محظوظا وسافرت على الرحلة فمجرد وصولك إلى القريات تكون بحاجة إلى يوم كامل لكي تنام لأنك لم تنم منذ يومين، وبذلك يحتاج أبناء القريات إذا رغبوا مراجعة أي جهة حكومية أو أخذ موعد في مستشفى مدة لا تقل عن ثلاثة أيام زائد يوم رابع يذهب للنوم بسبب التعب الناتج من مواعيد الرحلات.
كثير من أهالي القريات مرتبطون بالعاصمة الرياض لأسباب علاجية فعدم الحصول على حجز للمرضى على الرحلة يسبب كارثة لهم مما يعني أنهم بحاجة إلى يوم كامل من السفر عن طريق البر أي أنت بحاجة إلى حوالي 15 ساعة للوصول إلى الرياض ولك أن تتخيل معاناة المرضى من هذه المسافة القاتلة وما يتعرض له أبناء القريات من حوادث الطرق، فكم من مواطن ذهب إلى الرياض لقضاء مصلحة أو علاج مريض أو أخذ موعد ولم يعد بسبب حادث فاحتمال الحوادث تزيد بزيادة عدد ساعة السفر المتواصلة.
أتمنى من الخطوط السعودية إعادة النظر في المقاعد المخصصة لأبناء القريات من خلال زيادة عدد الرحلات وإعادة برمجة مواعيد الرحلات بما يتناسب مع ظروف أبنائها وليس على حساب المحطات الأخرى.
وكذلك إلزام المقيمين بالمملكة بعدم تحويل تذاكرهم الدولية الممنوحة لهم من قبل الجهات الحكومية والخاصة إلى تذاكر داخلية على محطة القريات للاستفادة من فرق السعر لما يلحقه من أضرار بالغة على المواطنين بالقريات.
المهندس راكان بن سليمان الشراري –القريات