Sunday  13/02/2011/2011 Issue 14017

الأحد 10 ربيع الأول 1432  العدد  14017

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جزيرة الإنسانية

      

لهم الله ابتداء وانتهاء..

هؤلاء الأطفال الخمسة هم الذين نشرت معاناتهم في صفحة جزيرة الإنسانية في عددها السابق، وأعني بهم الأطفال الذين يعانون مرضاً في العظام جعلهم في وضع صحي مؤلم ومُكلِّف مادياً لوالدهم الذي يعاني مشقة في نقلهم إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي للمراجعة بين فترة وأخرى، ويعاني ألماً وهو يرى فلذات كبده كلهم غير قادرين على أن يكونوا كما الأطفال الآخرين.

المواطن مسند القحطاني الذي ابتُلي بهذا المرض لفلذات كبده وهو الصابر المحتسب يتطلع إلى أن يراهم في وضع صحي أحسن مما هم عليه الآن، وقيل له إن في علاجهم خارج المملكة فيه أمل بعافيتهم أو على الأقل تحسنهم، لكنه يلتفت ذات اليمين وذات الشمال وقلبه يتفطر، ولكن ما هو العمل؟ لا حيلة له.

قبل بزوغ فجر يوم ممطر وصلني (إيميل) من صديقه يستصرخني بأن أوصل معاناته إلى ذوي اليسار وذوي النخوة والنجدة، وما أكثرهم في هذا الوطن الكبير بقيادته وشعبه المسلم الذي هو دوماً - ولله الحمد - كالجسد الواحد. هذا المواطن يتردد الآن على مستشفى الملك فيصل، ويعاني الأمرين من توصيلهم ونقلهم من منزله الذي يقطنه وهو في الدور العلوي من أحد البنايات في الرياض، وقد أشار عليه الطبيب المعالج بأهمية وجود سيارة مجهزة لمن هم في مثل حالة هؤلاء الأطفال، ولكن أنى له هذا؟!

وطن بحجم هذا الوطن ولا يجد هذا المواطن من يخفف ألمه ويرفع من معاناته.. إنه لأمر مؤلم بحق..! هل يلام المستشفى الذي يعلم حاله ويحس بمعاناته؟ أم يلام هذا الأب في عدم إيصال صوته إلى من يهمه الأمر؟ أم نلام نحن المجتمع الذي تلاشت عنده النخوة؟..

بكيت، وحُقّ لمن عرف حال هذه الأسرة أن يبكي، ولا خير في عين لا تدمع وهي تقرأ وتشاهد صور هؤلاء الأطفال ببراءتهم وكيف جعلهم المرض ألماً لوالدَيْهم بدلاً من أن يكونوا أملاً لهما.

أكتب إليك أنت تحديداً أيها الشهم.. أنت يا من عودتنا بنخوتك.. أنت يا من عودتنا بنجدتك.. أنت يا من عودتنا بوقفتك..

أكتب بقلمي وقلبي إليك ومدادي دمعي الذي لا شك أن لمساتك الحانية ستخفف ألم كل متألم وبؤس كل بائس.

دمعي دموع هذا الأب المكلوم، وحرفي تمتمة هؤلاء الأطفال المقعدين الذين يناجون ربهم العزيز الحكيم بأن يسخر لهم من عباده الصالحين من يأخذ بأيديهم إلى شاطئ العافية، وما ذلك على الله بعزيز.

أكتب إليكم اليوم على أمل أن يأتي الغد بخبر مفرح لهذا الأب وهذه الأم وهؤلاء الأطفال الذين سيكونون - بإذن الله - حجاباً من النار لمن سيقوم بعلاجهم والعناية بحالهم.

والله المستعان.

almajd@hotmail.com
 

من لهؤلاء الأطفال الخمسة..؟
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة