القاهرة - مكتب الجزيرة:

فيما يشبه الانقلاب نسي الإعلام الرسمي في مصر فجأة كل ما يتعلق بعهد مبارك ورموز نظامه الذين كان يمجد فيهم ليل نهار، ولأول مرة منذ عقود جاءت مانشيتات الصفحات الأولى بالصحف القومية منحازة تماماً للثورة المنتصرة غير باكية على العهد القديم. المصريون تصفحوا الأهرام -أكبر الصحف القومية في مصر- غير مصدقين أنهم عاشوا ليطالعوا ما جاء بصفحتها الأولى أمس والتي استحضرت عهد ثورة 25 وخرجت بمانشيت أعلى ترويستها «الشعب أسقط النظام» وتحته مانشيتات أخرى مثل «شباب مصر أجبر مبارك على الرحيل» و»المصريون يحتفلون حتى الصباح بانتصار أول ثورة شعبية في تاريخهم» و»سويسرا تجمد أي أرصدة محتملة للرئيس السابق وعنوانه»، وبداخل العدد كان هناك ملحق بعنوان «شباب التحرير» بمانشيت رئيسي «انتصرنا».

أما التليفزيون المصري فقد بدأ انقلابه قبل ساعات من تنحي مبارك وذلك بعد أن حاصرت جماهير الثورة مبنى «ماسبيرو» ومنعت العاملين به من الدخول إليه أو الخروج منه احتجاجاً على سوء تغطيته لأحداث الثورة وانحيازه للنظام، ولم يجد مسئولو التلفزيون مفراً من نزول كاميراتهم وميكروفوناتهم للجماهير وترك المجال لهم للتعبير عن مطالبهم بإسقاط مبارك ونظامه.وعقب انتهاء بيان تنحي مبارك عن منصبه بدأ التلفزيون إذاعة الأناشيد الوطنية التي تمجد روح مصر وتتغنى بها، ونقل مظاهر الفرح التي عمت أرجاء البلاد، وبعد طول انتظار فتح التلفزيون المصري أبوابه لكل التيارات لتظهر على شاشاته وتعبر عن رأيها، واستضاف التليفزيون شخصيات كانت ممنوعة من الظهور على شاشاته وصار مصطلح الثورة المباركة طرفا في الحوار بين المذيعين والضيوف.