في الصحف الإيرانية الناطقة بالفارسية غابت احتفالات الجماهير المصرية بالتغييرات التي أحدثها الشباب في مصر، وحشدت أجهزة القمع المكونة من الحرس الثوري والباسيج مئات الآلاف من العناصر لمواجهة الاحتجاجات التي يفكر معارضو النظام الإيراني من المقاومة والثورة الخضراء في تنظيمها لترجمة ثورة الشباب في ميدان التحرير إلى ساحة أزاد في طهران.
الذين ابتهجوا باندلاع ثورة الشباب في مصر وحرضوا على استمرارها ل»غرض في نفس يعقوب» الغرض الذي عرفه المصريون فأداروا ظهرهم لكل من عمل على تحريضهم، لأن ثورة الشباب السلمية لم يكن لها أي ارتباط بأي طرف خارجي، وحتى الأحزاب والشخصيات المصرية التي عرف عن علاقات بعضها بالخارج سواء بالولايات المتحدة الأمريكية أو بالطرف الآخر إيران لم يكن لهم أي تأثير ولا أي إسهام حقيقي في نجاح مسعى الشباب في إحداث التغيير الذي سيكون تحت إشراف ومراقبة الجيش إن لم يكن بتوجيه منه. وجيش مصر مصنع كبير للوطنية لم يعرف عنه أي ميل لأي قوة إقليمية ودولية، بل هو بذاته قوة توازي بل تتفوق من يريد سلب مصر ريادتها وقيادتها للمنطقة. ولهذا فإن التغيير الذي حصل في مصر بقدر ما هو مؤثر وحتى سلبي تجاه المعسكر الأمريكي الصهيوني فإنه أيضاً يهدد جدياً طموحات المعسكر الإيراني وغيره ممن يريدون بناء نفوذ إقليمي يفرض على العرب قيادتهم وجعلهم من أطراف المعادلة في الشرق الأوسط يكونون في المركز والعرب في الأطراف.
الآن الميزان في طريقه إلى التوازن فالكل سيعرف حجمه الحقيقي الذي لا يمكن أن تكبره محطة فضائية أو أحزاب طائفية.