لا نختلف في أن المعرفة والدراية ركيزة أساسية من ركائز النجاح. فالدراية بأساسيات الأمور وتفاصيلها تمنحنا القدرة على فهمها والتعامل معها بالشكل الأفضل. غير أن هناك مواقع وتخصصات لا يكتمل فيها الأداء ويكون في أحسن حالاته إلا إذا اقترن ذلك بالممارسة والخبرة. لذا كان استقطاب المتميزين وأصحاب العقول هدفاً للمؤسسات الناجحة حتى يتم إكساب هذه النخبة الخبرة اللازمة فتتلاقح العلوم بالخبرات!
والمجال الطبي خير مثال! فالطبيب العالم والذي يملك الممارسة الحقيقية يعد ثروة لا يمكن التفريط بها. كما أن الطبيب صاحب المعرفة عديم أو حديث الخبرة بحاجة إلى الممارسة حتى تتبلور قناعاته العلمية ويصبح قادراً على إصدار الأحكام برؤية الخبير المتمرس ذي المعرفة اللازمة. وفي طب وجراحة الجلد تتمثل هذه الرؤية بشكل جلي. فعلى سبيل المثال استخدامات الليزر تستلزم خبرة وملاحظة لنتائج العلاج حتى يتم التمكن من إعطاء الأحكام والاستنتاجات النهائية حولها. ويظهر ذلك جلياً عند الحديث عن العلاج بالليزر لدى البشرة الداكنة والبشرة العربية. فبناء استنتاجات وإصدار أحكام بناءً على خبرات لدى البشرة البيضاء أوبناءً على ملاحظات على عدد قليل من المرضى يدخل في نطاق التنظير الغير مبني على خبرات حقيقية. والمسلك العلمي في ذلك يتطلب توفر الخبرة والممارسة اللازمة وفترة الملاحظة الطويلة قبل إصدار احكاماً قد تكون غير دقيقة في أحيان ومضللة في حيان أخرى.
إن العلم التجريبي الحديث مبني على المعرفة والخبرة والممارسة الطويلة والكفيلة بالقدرة على استصدار استنتاجات حقيقية وأحكام أقرب للصواب تجعل من النجاح هدفاً يمكن تحقيقه بإذن الله.