الجزيرة - الرياض:
قرأت مقال الأخ الكاتب محمد بن ناصر الأسمري «المرأة العربية هل يغريها الثناء، وهل تقبل الإطراء: لك بسمة جميلة» وحقيقة لم أتمالك نفسي من الضحك والعرب تقول: شر البلية ما يضحك، لقد ضحكت على الخدمة التي قدمها الأسمري للبائع الماليزي، الذي هااااام غرامااااا بالصبية الأمريكية التي كانت بصحبة والديها، إلا أن حياءه والقانون منعاه من الإفصاح بهيامه للفتاة التي سرقت لبه، ومن المؤكد أنها أسهمت من حيث لا تدري في تأخير زبائن آخرين كانوا ينتظرون خدمته، في هذه اللحظة كان الجود العربي حاضراً، وعادة العرب الكرم، فما كان من أبي ناصر الشهم، الذي رقّ قلبه للشاب الماليزي، إلا أن يتبرع بتقديم خدمة «خمسة نجوم» للبائع، ليقول نيابة عنه لوالدي الفتاة الأمريكية، أن هذا الشاب «ذاب في جمال بنتكم المصونة»، فما كان من الوالدين إلا أن سارعا بشكر الشاب على هذا الثناء الرائع، وقبّلاه ليس هذا فحسب، بل ضماه إلى صدريهما، ولم يذكر لنا الأسمري هل اكتفت الفتاة بالمصافحة «بس»؟!، حقيقة أقولها لك بالشعبي يا أبا ناصر «خدوم وتقضي اللزوم»!! طبعاً ما لا يجهله الكثير أن الموقف الذي ذكره الكاتب يدخل في صميم الثقافة الغربية، وتحديداً يعد الثناء على جمال المرأة الأجنبية من قبل أي شخص من صلب الثقافة الأمريكية بشكل خاص والثقافة الغربية بشكل عام، بل قد يُدان الشخص إذا رأى جمالاً أنثوياً ويوصف بالجاف عاطفياً، إذا لم يمدحه، لكن - بطبيعة الحال- هذا غير مقبول لدينا، لأن ثقافتنا الإسلامية، وعاداتنا العربية، وتقاليدنا تعد هذا تجاوزاً لا يليق برجل الثناء علانية على جمال فتاة، وصلت إلى سن كبيرة ما لم تكن طفلة، فقد يكون الحديث مقبولاً. عموماً مقالة الأسمري التي قد لا تروق للبعض، كانت لي معها هذه الإطلالة السريعة وهو يذكر أن التشبب بالنساء انتهى من الشعر اليوم أو لم يعد كما كان بالأمس، فأقول له النفوس لم تتصحر فقط، بل أقفرت من العواطف نتيجة لبراكين الأخبار، والأزمات، والمصائب، والأمراض، والدواهي التي أصابت النفوس بحمى أخبارها، كل مساء، وليس فيها ما هو أجمل من ابتسامة المذيع أو المذيعة «لقد قتل صباح هذا اليوم خمسون شخصاً نتيجة لانفجار في أحد المواقع، كما انحرف قطار عن طريقه ليقتل مائتين فارقوا الحياة ولم ينج أحد..» ومع قراءة الخبر المشؤوم، ابتسامة ساحرة، عموماً أنصحك ألا تقدم هذه الخدمة في بلد عربي لأنك لن تنال عليها ما نلته في ماليزيا! ولكن لعل حالك وحال البائع في ماليزيا، كان كحال المتنبي: حينما قال:
وما هي إلا نظرة بعد نظرة
إذا نزلت في قلبه رحل العقل
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي
فأصبح لي عن كل شغل بها شغل
لكن تراها «راحت عليك أبا ناصر» لكن لك مخرج في مقولة أوسكار وايلد «كنت شيخاً في الشباب ولا يمنع أن أكون شاباً في شيخوختي» مداعبة ليست أكثر.. أتمنى قبولها من الكاتب وله خالص تحياتي.
محمد إبراهيم فايع -Faya11@maktoob.com