العرب والعالم أجمع منشغلٌ بما يجري في مصر، البلد المحوري الذي يلامس إستراتيجيات ومصالح معظم البلدان، وبالذات العربية والأوروبية والإفريقية، ولهذا فلا غرابة أن ينشغل الجميع بما يحصل على أرض مصر.
في خضم هذا الانشغال العالمي والاهتمام بما يجري في مصر، انتهزت حكومة الكيان الصهيوني برئاسة المُخادع الأكبر بنيامين نتنياهو الوضع، وواصلت إجراءاتها التعسفية ضد المواطنين الفلسطينيين، ففي إجراء عنصري لا إنساني منعتْ سلطات الاحتلال الإسرائيلي المقدسيين من أداء صلاة الجمعة للذين تقل أعمارهم عن خمسين عاماً، كما سرعت من عمليات الهدم لمنازل الفلسطينيين لأبناء مستوطنات لليهود القادم من خارج فلسطين.
طرد للفلسطينيين أصحاب الوطن وتكثيف لبناء المستوطنات وجلب يهود أوروبا وأمريكا وروسيا لإحلالهم بدلاً منهم.
كل هذا يتم وواشنطن والاتحاد الأوروبي مشغولة بتقديم النصائح للنظام المصري للاستجابة إلى طلبات المتظاهرين.
جيد التعاطف مع طلبات الشعوب، ولكن أليس للفلسطينيين طلبات مشروعة تستوجب التدخل وتقديم النصح لنتنياهو، الذي قد لا يعلم أن أي نتيجة ستؤول إليها الأحداث في مصر ستؤثر على العلاقة مع الكيان الإسرائيلي، هذه العلاقة التي يرى فيها الكثير من المصريين أنها أحد أسباب نقمة الشعب على النظام.
بعض الأوروبيين يعون هذه المسألة، فأخذوا يقدِّمون النصح همساً لإسرائيل بأن تتخلى عن موقفها المتعنت حيال القضية الفلسطينية، وأن تبادر إلى تحقيق حل مع الفلسطينيين، لأن تأخر حل يرضي الطرفين سيوقع إسرائيل في خطر، وأن هذا الخطر لا محالة قادم، وسوف يصنعه الفلسطينيون والعرب الذين أخذوا يجبرون الأنظمة التي لها علاقة بإسرائيل بالابتعاد عنها، وما هي إلا شهور وتجد إسرائيل نفسها محاصرة بتحركات شعبية فلسطينية وتأييد عربي وعالمي عارم على الاستجابة للشرعية الإنسانية والمطالب المشروعة لشعب ظُلِم كثيراً دون أن ينصفه أحد.
JAZPING: 9999