|
الجزيرة - خاص
طرح مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود عددا من المقترحات لإنهاء معاناة مدينة جدة مع السيول منها إجراء رفع مساحي شامل للمدينة والمناطق المحيطة بها باستخدام صور الأقمار الصناعية ونماذج الارتفاعات الرقمية لتحديد المناطق المنخفضة المهددة بالفيضانات والتي يصعب تحديدها بالعين المجردة وخاصة تلك التي تم إشغالها بالمساكن والمنشآت، وتصميم نظم معلومات جغرافية تضم كافة العناصر الرئيسة لسطح الأرض في المناطق قيد الدراسة، واستكمل الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ المشرف على مركز الأمير سلطان بالجامعة المقترحات عبر الـ»الجزيرة» قائلا:
الخطوة الثانية تتمثل في حظر الترخيص في المناطق المنخفضة المهددة بخطر الفيضانات ونزع ملكيات المساكن والمنشآت المقامة في تلك المناطق وتعويض أصحابها عنها في مناطق آمنة. وكذلك إنشاء قنوات خرسانية بأحجام مختلفة في مجاري المناطق المنخفضة بحيث يتم من خلالها الاستفادة من مياه السيول لأغراض مختلفة ونقل الفائض من المياه إلى البحر، إضافة إلى اتخاذ الإجراءت اللازمة لإعاقة تدفق المياه بالقرب من المساقط ويتم ذلك برفع مساحي للمنطقة بكاملها، ومن ثم تطبيق أساليب حصد وخزن مياه الأمطار والسيول بعد تحديد المعايير والمواصفات المناسبة لاختيار نوعية وعدد ومواقع الإعاقة على غرار الأساليب المنفذة في مشروع التقليل من مخاطر السيول على مدينة الرياض ومطار الملك خالد الدولي الذي أعد دراسته مركز الأمير سلطان مثل إنشاء سدود إعاقة أو إنشاء سدود تخزين للمياه في المناطق القابلة للزراعة أو إنشاء غدران اصطناعية متعددة كبيرة الحجم للاستفادة منها في حجز المياه ومن ثم يمكن لأهالي القرى والهجر الاستفادة منها في ري المزروعات وسقاية الماشية ولأغراض أخرى.
وأضاف الدكتور عبد الملك: بلغت كمية الأمطار التي هطلت على مدينة جدة يوم الاربعاء الموافق 26 يناير 2011م 111 ملم شكلت سيولاً جارفة شقت طريقها من الجبال الواقعة شرق مدينة جدة عبر وادي مريخ ووادي بني مالك الكبير إلى غربها وصولاً للبحر الأحمر لذا تبدو الحاجة ماسة لاتباع هذه الأساليب وذلك على ضوء الدراسات الحديثة التي تناولت تأثير التغيرات المناخية خلال القرن الحالي على معدلات تساقط الأمطار في مناطق مختلفة من العالم (كما هو موضح بالخريطة) والتي أكدت جميعها توقع زيادة معدل سقوط الأمطار على الجزء الأوسط والشرقي ومناطق أخرى من المملكة بأكثر من 25% خلال العقود القليلة القادمة بإذن الله. كما يتوقع بمشيئة الله أن يزداد معدل هطول الأمطار في بعض مناطق العالم بنسبة قد تصل إلى تسعمائة بالمائة وبعضها قد يبقى على حاله وبعضها قد يتعرض لنقص حاد في كميات الهطول.