المشروع الحيوي الأضخم من حيث التأهيل البيئي الذي وجه به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والمتمثل بإعادة مجرى وادي السلي، فهذا المشروع أعتقد أنه من أهم المشاريع إذا ما نفذ بنفس التصميم والفكرة التي نشرت في بعض الصحف الأسبوع الماضي، وسيكون بمشيئة الله «طوق النجاة» للعاصمة من كوارث السيول وهو بحق تحدٍ كبير لقدرة أمانة الرياض والتي نثق أنها قادرة على إنجازه، إذا ما توفرت لها الاعتماد المالية والقدرة الهندسية التي تعيد لهذا الوادي الكبير طريقة.
الوادي الذي يشكل خطرا حقيقيا يهدد عدة أحياء مأهولة بكثافة سكانية كبيرة حيث تشير بعض المعلومات إلى أن جميع الأحياء التي تتواجد على شرق الدائري الشرقي معرضهة لسيول وادي السلي والذي يقطع المدينة من الشمال للجنوب خصوصا أحياء شرق الرياض، ويحتاج لترميم مجراه (بعرض 150 مترا وطول 103 كيلومترات) نزع ملكيات بالمخططات التي بيعت وبني معظمها كأحياء سكنية، وبغض النظر عن كيف تم إخفاء معالم هذا الوادي الذي يصل امتداده إلى أكثر من مائة كيلو، فالمهم الآن ومع التغير المناخي الذي تتحدث عنه بعض التقارير، هو الإسراع بالبدء في إعادة مجرى الوادي ودرء أخطاره عن الرياض.
التقارير الصحفية المنشورة عن مشروع الوادي أشارت إلى أن هناك ملكيات سيتم نزعها، ولكن ماذا عن المخططات الجديدة التي يتم البيع بها حالياً، وهي بنفس اتجاه الوادي المعلن عنه؟!!
لماذا لا يتم إيقاف البيع بها فوراً، وأيضا الإعلان عن المخططات التي تقع ضمن مجرى الوادي ليعلم بها المواطنون، فالكثيرون يشترون أراضيهم دون معرفة بواقعها الجغرافي من حيث القرب من الأودية ومدى تعرضها لأخطار السيول.
بقي أن نتمنى أن نرى هذا الوادي حتى لو بربع مستوى الصور التقريبية «المرسومة» والذي تبين تحويله إلى منتزه مائي تحيط به الخضرة والمرافق الخدمية -بل إن إحدى الصور تبين أن سكان الرياض سيمارسون هواية الصيد على شواطئه- فرغم أن فكرة التجميل والتشجير رائعة، إلا أن الأهم إحياء المجرى ليبتلع ما قد تفيض به السماء، ولكن كم من السنوات يحتاج إنجازه إذا كان طريق الملك عبدالله مضى عليه نحو خمس سنوات ولا يزال العمل به جارياً؟