استهداف مصر العروبة وقلعة الإسلام لم يعد خافياً على أحد، فهي قلب الأمة العربية وقلعتها الحصينة، وإذا تمكن الأعداء من مصر فقل على قلب الأمة العربية السلام وسنخسر مصر كما خسرنا العراق التي أصبحت تحت الهيمنة الإيرانية التي من الواضح أنها لا تريد بالعرب خيراً، مصر هي العلماء والمفكرين والأدباء والقوة والحضارة العريقة إنها أرض الكنانة، بيانات وتصريحات المسؤولين الأمريكان أكثر من تصريحات المسؤولين في مصر.. وكأن أولئك المسؤولين يتظاهرون أيضاً في ميدان تحرير في واشنطن! كلهم وبسرعة البرق قلبوا ظهر المجن لمن كانوا يمتدحونه في السابق.. التصريحات تتفاوت ما بين التلميح إلى التهديد والوعيد والأوامر المباشرة! كانت هناك العديد من التصريحات الأمريكية (الاستفزازية) فعدد من المسؤولين الأمريكيين تباروا بتصريحات مباشرة تنم عن وصاية وتدخل غريب في الشأن الداخلي لمصر يثير الاستغراب! بكوا كثيراً على الديمقراطية وعلى سلامة المتظاهرين، ليتهم وهم يطلقون التصريحات نظروا إلى أيديهم الملطخة بدماء مئات الآلاف من الأبرياء العراقيين والفلسطينيين والأفغان الذين قتلوهم بالطائرات والصواريخ والأسلحة المحرمة، أمريكا هي آخر من يتكلم عن الديمقراطية والعدالة والحرية ولا يصدقها في ذلك إلا مخدوع بها! كانت الشعوب تسمع عن تدخلات أمريكية في الشؤون الداخلية للدول ولكن هذه المرة أصبح المشهد عيني عينك ولم يجر هذا التدخل عبر الوسائط والقنوات الدبلوماسية كما هو المعتاد بل عبر القنوات الفضائية! أمريكا (قلت خاتمتها) مع مبارك مثلما فعلت مع زين العابدين وقبل ذلك مع شاه إيران وتلك أدلة واضحة على أن أمريكا لا أمان لها فهي تغلب مصلحتها ومصلحة إسرائيل على مصلحة الشعوب والرؤساء حتى الذين خدموها ونفذوا سياساتها واستضافوا مؤتمراتها، ومن فعل ذلك أكثر من حسني مبارك الذي كان وسيطاً بين الصهاينة وحكومة عباس! هذا يؤكد على أن السياسة العربية ليست حرة القرار وتخضع لإملاءات الغرب وسيظل العرب مجرد نجوم صغيرة تدور في فضاء المجرات الكبيرة إلى أن يشكلوا مجرتهم الخاصة بهم! نجحت الحكومة المصرية التي أقالها مبارك مؤخراً في تفقير الشعب وزيادة عدد البطالة وزيادة حدة الفوارق الاجتماعية، لذلك ثار الشعب يبحث عن الخبز والأمان، قادها الشباب ولكن سرعان ما ركب هذه الثورة كثير من الأحزاب والقيادات ولكن (كله كوم) وأن تنزل أمريكا من على ظهر النظام الذي كانت تركبه إلى عهد قريب فتحاول مزاحمة الراكبين الجدد بل وتزيحهم لتكون الراكب الأبرز ولتمسك بخطام الثورة، فهل تنجح وينجح مرشحوها أمام مرشحو الشعب!! ربما لكني شخصياً أتمنى أن لا تنجح بأن تفرض أجندتها ولا مرشحيها، لأن من حق الشعب المصري أن يختار قيادته الجديدة بحرية ودون تدخل ولا وصاية من أحد، حمى الله أرض الكنانة وأعاد لها الأمن والأمان!