هناك أسماء تبقى خالدة في الذهن ترسخت من جراء المواقف الجميلة والأحداث المتباينة التي صهرت العلاقة حتى باتت جزءًا مهمًا في حياة الإنسان، تلك المقدمة التي كتبتها تجلَّت أمامي عندما وصلني نبأ وفاة رفيق دربي في المجال الرياضي الدولي السابق عبدالرحمن الصومالي -رحمه الله- الذي وفاه الأجل المحتوم قبل عدة أيام، فهذا اللاعب أو بالأحرى صديق المرحلة عرفته رجلاً شهمًا وفيًا وصادقًا في تعامله، يحب الخير للآخرين وبالذات ممن تجمعهم به صداقة وهي التي كانت متوفرة بيننا حتى وصلت إلى أعماق دهاليز البيوت، فكنت لا أعتقد أن يمر يومًا دون أن أرى الصومالي في مجلسي أو في بيته وكانت الثقة والمحبة هي التي تربطنا..
وبعيدًا عن الصداقة كان في الميدان لاعبًا جسورًا لا يهاب الخصوم حتى ممن يفوقونه في البنية الجسمانية، كان يتميز عنهم بقوة القلب والقدرة على انتزاع الكرة. الصومالي عبدالرحمن -رحمة الله عليه- تعلَّمت منه المعنى الحقيقي للإمساك بالصداقة وهي الصفة التي لم أجدها في الكثير ممن عايشتهم في المجال الرياضي الذي في العادة يغلب عليه الغث السمين. ويكون نادرًا في زمن كان شحيحًا ماديًا والجميع يلهث في سبيل الوصول إلى مراده وربما أن البعض قد يسلك دروب قد تخالف الذوق بسبب ضيق الحيلة. غير أن رفيق دربي الصومالي تميز بمبدأ واحد وكان يسير وفق ما يملي عليه ضميره بعيدًا عن أي مكتسبات أخرى. وبالرغم من أنه عاش في ظروف ضنينة من جراء تمسكه بالكثير من المبادئ ومات وربما أن رصيده المادي يكاد يكون خاويًا إلا أن رصيده الحقيقي في قلوب من يعرفونه يفوق الملايين وربما أن ذلك هو المكسب الحقيقي الذي ميَّزه عن الآخرين.. وحديثي عن زميلي عبدالرحمن الصومالي لا يعني التقليل من الجيل الرائع الذي عايشه في المجال الرياضي سواء كان إداريًا أو لاعبًا.. لكن الصومالي كان يمثّل لي في فترات مضت أكثر من أخ وصديق وأجد فيه الرجل الشهم الذي يعتمد عليه في المواقف ولعل المجال الرياضي وبالرغم من الصعوبات التي يجدها اللاعب إذا كان متمسكًا بمبادئ راسخة يجد صعوبة في التحرك في هذا الجانب غير أنه يكسب رجالًا قد لا يكونوا في الحسابات عمومًا إذا أنا فقدت الصومالي القريب من حينما كنت لاعبًا، فهناك أيضًا مجموعة من جيلي أحمل لهم الحب والتقدير من اللاعبين أمثال عبدالرحمن إبراهيم وخالد الفوزان وراشد الجمعان والدرجاني وخالد سرور والسويدان والسكران والعميل ونادر العيد وأسماء أخرى لا تحضرني ومن الأندية الأخرى يبقى مهاجم الهلال محسن بخيت له خاصيته وتجمعنا صداقة ومحبة داخل الملعب وخارجه وازدادت روابط حينما اجتمعنا سويًا في المنتخب السعودي سواء أمام ناشئي طهران أو بعد انضمامنا للمنتخب الأول.. أخيرًا وليس بآخر أرجو الاعتذار لكل رياضي لم أورد اسمه بالرغم من أنني لا أحب التعداد ولكن ربما أن قلمي ذكر ما تختزنه ذاكرتي القريبة.. أخيرًا وليس بآخر رحم الله صديق الجميع عبدالرحمن الصومالي وجعل الجنة مثواه، فقد رحل عن دنيانا وترك سيرة عطرة ستبقى عالقة في الذاكرة.
حقيقة: الأمير خالد بن سعد والأستاذ محمد جمعة والأستاذ سليمان المالك نماذج إدارية خالدة في ذهني.
* حارس دولي سابق بنادي الشباب