في سيارتي الصغيرة كان أسامة يستكشف العالم خلف النافذة وفجر تعبث بالأوراق المبعثرة على المقعد الخلفي وليال تمتحن صبري بتقليبها موجات الراديو.. أين سأكون الآن لو أن جميع أحلامي تحققت لي.. كل ما أدركه بأن حواسي حينها ما كانت لتكون طوع بصيرتي.. فالحلم جزء منك حين يستولي عليك يبدأ بمحاولة هدمك لتكرير نفسه.. لذا يحميك الله بنصر جميعك على بعضك.. فمصيبتك تكون بشيء واحد مهما حاولت التمويه بالهموم لتبعد نفسك عن منبع ألمك.. شيء واحد كحلم حبكته داخلك بسيناريو معين عليه أن يأتي لمسرح واقعك.. ولأن الكون سخر لخدمتك لا لإشباع هواك تدرك بأنك حين تهدمه لتبنيك تكون تماماً مثل الحلم الذي نصرك الله عليه.. وحين تتفاعل معه لتشبع رغبتك بالمعرفة المدفونة داخلك.. تدرك بأن المعرفة ليست حقا تمتاز به.. بل امتياز عليك أن تستحقه.. فتبدأ بنسج إيمان جديد تلبسه قلبك.. ويبدأ الكون بالتعرف عليك كإرادة حرة عليه التجاوب معها..
فجأة جفلت عائداً إلى خطة الجبهة مع ليال ابنة أختي وهي تخبرني بطريقة نطقها ل: يا خال؟.. بأن هناك علامة استفهام.. لذا أستعد دائماً مجيباً وكأني أعطيها الضوء الأخضر لتفاجئني بحيرتها اللا مألوفة:
- أين يوجد مربع برمودا؟
كنت سأجيب ضاحكاً.. إلا أني ابتلعت ضحكتي مشاركاً الملائكة والشياطين حولي ذات الدهشة.. قائلاً بصدق:
-حقاً أين يوجد مربع برمودا..؟