|
يقول الدكتور ناصر
العمر في كتابه (وكانوا لنا عابدين):
إن من الناس من يخيل إليه أن ما سبق ذكره من صفات الأنبياء والمرسلين أمر لا مطمح لمن بعدهم أن يدركه، ومما لا شك فيه أن الله عز وجل قد اختص رسله وأنبياءه بصفات لا يدركها غيرهم لمقام النبوة، لكن الأصل الذي لا ينبغي الحيد عنه أن ما ذكره سبحانه من صفات الأنبياء إنما هو للاقتداء.
ومن الناس كذلك من يتخيل أن سير العباد والصالحين إنما هي قصص تاريخية فتقتصر الفائدة من قراءاتها على الترحم على أصحابها والتحسر على حالنا.
وقد أورد المؤلف بعض قصص علمائنا المعاصرين من أئمة الهدى ومنهم الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- والذي كان حريصاً على عبادته، والمقربون منه يروون من ذلك الشيء العجيب حتى إنه ما فاتته صلاة الفجر إلا مرة واحدة.
وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- الذي كان يلقي الدروس في أيامه الأخيرة وهو مُستلقٍ على السرير على ظهره.
وكذلك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- الذي كان يخرج من الحرم المدني فيظل يذكر الله ويسبحه ويقرأ القرآن حتى يصل إلى بيته، ويذكرون من زهده أشياء كذلك وكان يقول: والله لو عُرِضت عليَّ الدنيا كلها مقابل ما معي من علم ما قبلت.