يدَّعي الرجال دوماً أنهم يقدمون الدعم الكامل للمرأة في صعودها للسلم الاجتماعي، كشريكة لهم. ويصطدم هذا الادعاء بكونهم في مجتمع تحكمه سلطة الرجال. ويتحرر من مثل هذه الادعاءات، من يتجرأ ويكسر تسلط الرجل على مجالات العمل التي جعلها الرجل حكراً له.
وتأتي الصحافة على رأس هذه المجالات. ففي الوقت الذي يرفع فيه الصحافيون شعارات المشاركة المتساوية مع المرأة، نجدهم يخلقون الحواجز، حاجزاً بعد حاجز، ليحرموا زميلاتهم من الوصول إلى المواقع القيادية.
إن القارئ للصحيفة، كما هو رجل، فهي امرأة. ومن البديهي أن يقود هذه الصحيفة وأقسامها رجال ونساء. ولا أظنكم تنسون تلك المرحلة الصحفية التي كان معظم الكاتبات النساء فيها، رجال بأسماء مستعارة، لكي يوهموا القراء والقارئات أن هناك كاتبة صحفية، كما هناك كاتب صحفي.
تلك كانت مرحلة وصلت فيها الوصاية على المرأة أعلى درجاتها. أما اليوم، فلا مجال لوجود هذه الظاهرة القديمة، فلقد عززت المرأة وجودها الصحفي تدريجياً، لتقول رأيها خارج مسرح الرجل، وبعيدا عن حرسه. وبذلك، اخترقت المرأة الكتابة الصحفية السياسية والرياضية، وهما مجالان كانا محتكرين على الرجل.
كما قفزت المرأة سياج الرسم الكاريكتيري الذكوري، لتصبح واحدة من المبدعين فيه، تقول من خلاله هموم ومعاناة المرأة من داخل عالمها، الذي سيفشل الرجل في الوصول إلى خفاياه المظلمة.
