Thursday  10/02/2011/2011 Issue 14014

الخميس 07 ربيع الأول 1432  العدد  14014

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

ما حدث في العراق، وما يحدث في فلسطين، ولبنان، وسوريا، واليمن، يؤكد: مدى تغلغل إيران في تلك الدول، وتدخلاتها المكشوفة في شؤونها الداخلية، التي تهدف إلى إخضاع هذه الدول لرؤيتها في المنطقة، والهيمنة عليها، والعبث في الأمن القومي العربي، كل ذلك؛ من أجل تصدير فكرتها التوسعية. مما يؤكد أيضاً: أن هذا التمدد، تحول إلى تهديد سياسي.

تكرار هذه الادعاءات من قِبل مسؤولين كبار، -كالمرشد الأعلى لحكام إيران- علي خامئني، عندما تجاوز في خطبته الأخيرة، كل الخطوط الحمراء في الحديث عن الشأن المصري، يؤكد لدى كل من يتابع العلاقات العربية - الإيرانية: أن الأطماع الإيرانية في الأراضي العربية لم تنته، وأن إطلاق الشعارات والتصريحات من قِبل مسؤولين كبار، وبالمستوى الذي يشغلونه -كمستشارين لرأس النظام الإيراني-، يعزز المخاوف والقلق لدى العرب -جميعاً-، كما يؤكد: التوجس من أفعال، وتدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية العربية، وأطماعه، وبالذات تجاه الدول العربية.

حديث -مرشد الثورة الإيرانية- على خامنئي -قبل أيام-، حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، يستحق الإدانة؛ لأنه اصطياد في الماء العكر، وحلقة من كم كبير من استفزازات معادية من طرف إيران، حتى تستطيع فرض مصالحها على -المستويين- الإقليمي والدولي. فالهجوم على مصر، وضربها في خاصرتها، دليل على تنامي مطامع إيران التوسعية، -خاصة- وأن الواقع السياسي بين البلدين -كان ولا يزال-، يمر في أسوأ مراحله. يؤكد هذا التحليل -أيضا-، ما كشفه -الدكتور- تريتا بارسي، في كتابه: «التحالف الخادع والعلاقات السرية لإسرائيل وإيران وأمريكا». فقد سرد العلاقات الطويلة، والتعاون، والتبادل بين هذا الدول الثلاث، رغم العداء الظاهر. وأن ما يجمع بين إيران وإسرائيل، أكثر مما يفرق بينهما، فلديهما عدو واحد، وهو العرب، ولديهما الشعور نفسه بالتميز عن محيطهما العربي. كما يشتركان في الرغبة في السيطرة على المنطقة، ويمضي الكاتب للقول: «بأن إسرائيل، تجسست في وقت من الأوقات على مصر والعراق؛ لصالح إيران». مبيناً: «أن العداء الحالي، يرجع؛ لاختلاف موازيين القوى في المنطقة بعد انتهاء الحرب الباردة، ورغبة كل منهما في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط». ويبين الكتاب: أنه رغم العداء الظاهر، فإن العلاقات، والاتصالات كانت قائمة -طوال الوقت- تحت السطح، ووراء الكواليس. وأنه حتى بعد قيام الثورة في إيران، سعت إسرائيل؛ للإبقاء على علاقاتها المتميزة، التي كانت تربطها مع إيران في عهد الشاة».

كان الأولى بمرشد الثورة الإيرانية، أن يتحدث عن أزمة بلاده التي عاشتها قبل عامين، وعن الممارسات الاستبدادية البشعة ضد معارضي النظام، وكيف تم التنكيل بهم، وتعذيبهم في السجون؟. كما كان الأولى به، أن يتحدث عن ممارسات إيرانية، شعارها التمييز، والاضطهاد ضد القوميات غير الفارسية، والأقليات الإسلامية. فالنظام -مع الأسف الشديد- ينتهك أبسط حقوق أهل السنة العرب في إيران، منذ عام 1925م. وحتى يومنا هذا، والأحواز تئن تحت نير الاستعمار الفارسي، الذي استخدم مع العرب، سياسة محاربة اللغة العربية، وفرض اللغة الفارسية على سكان الأحواز. وقام بنقل عشائر عربية -بكاملها- إلى شمال إيران. وجلب قطعان فارسية، وإسكانها في الإقليم. كما نشر المذهب الشيعي الصفوي بين السكان، وقام بالتضييق على السنة منهم، إلى درجة تحديد المساجد، أو عدم السماح ببناء المساجد في قرى السنة، ناهيك عن هدم المساجد، والمدارس، مثل: مدرسة ومسجد -الشيخ- قادر بخش البلوشي، ومسجد كيلان في هشت بر، وغيرها كثير، -كلها- يعتبرها السنة من أشكال الاضطهاد، والتفرقة ضدهم. وما يتعرض له الكثير من علماء أهل السنة؛ للاعتقال، والتعذيب، والاغتيال، -فضلا- عن التضييق في ممارسة الشعائر الدينية. -إضافة- إلى أن السكان العرب، يعيشون حياة التخلف، والحرمان، والفقر، والبؤس؛ علماً: بأن المورد الرئيس للاقتصاد الإيراني، هو البترول، الذي يتدفق من أرض الأحواز.

يسطر التاريخ، أن مصلحة الشعوب والدول، فوق كل اعتبار. وأن التصدي لكل من يعبث بالأمن الوطني، والأمن القومي، مطالب لا يمكن الإخلال بها. وبينما يقف العالم بأسره -اليوم- مترقبا أحداث مصر، تأتي خطبة علي خامنئي؛ لتثير مخاوف عديدة، من إثارة القلاقل الأمنية في المنطقة والعالم، والسعي إلى التهديد السياسي والإستراتيجي، الذي يضاف إلى قائمة التهديدات الخارجية، التي تستهدف النظام السياسي العربي. ومن ذلك: تناول الشأن المصري من منظور عدائي، وحاقد، والقفز على طموحات، وتطلعات مصر؛ من أجل رسم الخريطة السياسية على أساس طائفي.

drsasq@gmail.com
 

كيف نقرأ خطبة خامئني؟
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفجوال الجزيرةالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة