عندها تحرك الجمهور مسانداً ذلك التصرف الأرعن الذي يدل على سلبية الدور الذي تقوم به إدارات الأندية في إصدار حملات توعوية موجهة لجماهيرها بضرورة الالتزام بالخلق الرياضي وتجنب أي سلوك مشين يؤدي إلى نتائج قد لا تحمد عقباها!
الجمهور الذي غالبيته من المراهقين وفئة الشباب ينتظرهم حملات توجيه معنوية مخطط لها من قبل إدارات تربوية واجتماعية مؤهلة تزرع في نفوسهم قيمة السلوك والانضباط وتعلمهم معاني الرياضة الجميلة بالالتزام بالمبادئ العامة!
** هل ترى شيئاً من ذلك بين شوطي كل مباراة... فقد يتقبل الجمهور تدريجياً ويتفهم بأن حضوره للملاعب هو للمتعة والتشجيع بطريقة لائقة ومتحضرة بعيداً عن الغوغائية والإساءة للآخر!
.. وسامحونا!
من فضلك... ابتسم... يا... سعد الحارثي!
في نيوزلنده... هناك مشروع يجري تنفيذه على أرض الواقع تطبقه المؤسسة التربوية موجه لصغار الطلبة والطالبات بنشر ثقافة الابتسامة في وجه الآخر كنوع من التسامح والقبول.
وكأن نيوزلنده تلك الدولة البعيدة عنا قد استعانت بالحديث الإسلامي (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
وقرأت أخيراً خبراً صغيراً عن توصية لدراسة مسحية نفذت لصالح أمانة الأحساء تشير إلى أهمية تطبيق (نظام الوجه المبتسم) على المطاعم... وحتى الآن لم أتمكن من فك طلاسم ذلك النظام... ولا أعرف إن كان على اتصال بما يتم تطبيقه في نيوزلنده!
مما دعاني للكتابة عن الابتسامة هو مشهد اللاعب الدولي بالفريق العالمي سعد الحارثي ثناء تواجده على دكة الاحتياط في مباراة فريقه أمام القادسية ضمن مسابقة كأس ولي العهد والتي انتهت بخماسية ثقيلة لمصلحة الأصفر!
بعد أن سجل الكويتي بدر المطوع أول الأهداف.. رصدت كاميرا النقل التلفزيوني (وجه السعد) الذي لم يكن سعيداً... وقد عبرت ملامح وجهه عن مشاعر الحزن والكآبة.. إذ لم يتفاعل إيجابياً ويعلن فرحته ولو على استحياء شديد... ومن باب إعلان تعاطفه مع شقيقه الجديد الذي تم التعاقد معه لتحقيق قيمة فنية لفريقه وفي أول اختبار له... كان تجاوب جمهور العالمي مع المطوع في غاية القمة والروعة... لكن سعد بمفرده ظهر بصورة مثيرة تدعو للتساؤل!
خاصة وأن سعد الحارثي وبعد أن سجل عبدالرحمن القحطاني هدفاً تحرك من مقعده لتحيته معرباً عن فرحته برسم (قبلة) (على الخشم).
على سعد الحارثي النجم السابق واللاعب الأكبر سناً في منظومة النصر و(الكابتن) أن ينشر ثقافة الفرحة والابتسامة بين كافة زملائه... وخاصة مع الضيف الجديد ليبرهن للجميع بأنه على سباق نظيف معه لتمثيل الفريق... وعليه أيضاً بذل جهداً مضاعفاً للعودة لمستواه المعهود ليفوز بثقة مدربه من أجل إشراكه أساسياً!
يا سعد.. أخيراً... أنصحك بالابتسامة!
... و... سامحونا!
عفواً... يا رهيب!
أقدر موقف عبدالعزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق من امتعاضه الشديد اتجاه لاعبه المنتقل للمرة الثانية بنظام الإعارة... راشد الرهيب لفريق الاتحاد حيث تنكر اللاعب لناديه الأساسي ودوره في إتاحة فرصة الانتقال له... ولم يبشر في تصريحاته التي أعلن من خلالها عن سعادته في الانتقال للاتحاد بتلك التسهيلات والتنازلات التي قدمتها الإدارة الاتفاقية له وإتاحة فرصة الانتقال له بمحض إرادتها تقديراً لخدمته خلال السنوات التي قضاها في البيت الاتفاقي والذي كان له الدور البارز في تقديمه كلاعب تبحث عنه الفرق الأخرى... لقد تابعت تصريحاً فضائياً لراشد الرهيب... وحزنت جداً على مشاعر التجاهل التي ظهر بها اتجاه ناديه... وكأنه أراد القول بأن الاتفاق ليس له (فضل ولا منه).
.. و... سامحونا!
حديد ونور وجهان لعملة واحدة!
منذ قدوم اللاعب العماني للاتحاد أحمد حديد بدأ تأثره واضحاً في الطريقة الاتحادية التي تعتمد أسلوب الإيذاء والعنف بحق اللاعب الخصم في حالة الالتحام أحياناً... والرغبة في استخلاص الكرة والاستحواذ عليها... ولكن ليس بالمهارة... وإنما عن طريق استخدام القوة التي تتجاوز اللعب المشروع وتصل بالتالي إلى إلحاق الإصابة بالآخر... وقد تعلم الحديد العماني في مدرسة محمد نور طريقة (الانبراش) بما تحمله من خطورة متعمدة على اللاعب المقابل... وهذا ما كان أبرز لمحات مباراة الاتحاد والهلال التي لم تصل إلى تطلعات وآمال الجمهور الرياضي بالاستمتاع في مشاهدة مباراة مثيرة فنياً عقب توقف دام فترة طويلة!
...و... سامحونا!!
الرائد والرياض فرسا الجولة الأولى
في كأس ولي العهد!
جاءت نتائج مباريات الدور الأول في مسابقة كأس ولي العهد طبيعية ومتوقعة... وقد برز فريقا الرائد والرياض وحققا درجة النجومية بتقدير ممتاز... فالأول تمكن بجدارة من إقصاء الشباب الأكثر طموحاً ومشاركة في نهائيات المسابقة... وقدم مباراة مثيرة تعبر عما يمتلكه الفريق من إمكانات عالية تؤكد بأنه لم يعد فريقاً يبحث عن التواجد في دوري زين... وإنما يتطلع قدماً ليحتل مرتبة متقدمة... فكان الرائد بحق وجدارة فريقاً منظماً يحسب له ألف حساب...
الرياض هو الآخر الذي يبحث عن استعادة مكانته السابقة... ويأمل أن يختطف إحدى بطاقتي الصعود ووداع الدرجة الأولى التي استقر بها لعدة مواسم.. قدم أمام الحزم وبدون لاعبين أجانب محترفين مباراة كبيرة أبدع وتألق خلالها بمجموعة متجانسة من اللاعبين وأتخم مرمى الحزم برباعية نظيفة... وسيواجه النصر الأسبوع المقبل في مباراة مصيرية له ستحدد نتيجتها مدى قدرته في اجتياز محطات فرق الممتاز... فهل يتمكن أبناء مدرسة الوسطى الكروية من مواصلة مشواره قدمًا في مسابقة خروج المغلوب أم يكتفي بإخراجه الحزم الجريح!
.. وسامحونا!