1- مصطلح الديمقراطية له مدلولات مختلفة باختلاف المجتمعات التي تصفها أو تمارسها.. فهي في مجتمعات معينة تعني أنه لا صوت يعلو فوق صوت صندوق التصويت.. وفي أخرى لا تزيد على أن تعني بدقة ما يقوله حاكم ذلك المجتمع فتأتي النتائج (99.9%).. وفي أخرى تعني فصل السلطات والمساواة وتعدد الأحزاب وحرية السوق وضمان الملكية الخاصة.. وفي أخرى هي رجس من عمل الشيطان.
2- الديمقراطية حققت مستوىً من الرفاه والنمو المجتمعي في دول غرب أوروبا وشمال أمريكا.. لكنها تسببت في انهيار اقتصادي ومجتمعي في دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا.. فلماذا فشلت الديمقراطية في دول بينما نجحت في أخرى؟.. هل ذلك بسبب أعراق المجتمعات وبالتالي فهي تصلح لعرق دون آخر.. أم بسبب أن الله هيأ لبعض المجتمعات قادة أسسوا البيئة الصالحة لتطبيق الديموقراطية.. بينما ابتليت المجتمعات الأخرى بقادة اختطفوا البلد وحولوه إلى مزرعة هم سادتها والجميع أدوات فيها.. وحولوا أهداف شعوبهم من السعي للرقي والتقدم إلى الجري وراء لقمة العيش.
3- نجحت الديمقراطية في المجتمعات المتعلمة المتفوقة اقتصادياً وصناعياً.. المجتمعات التي توافرت فيها بنى التنظيم السياسي والحزبي والمهني.. لكنها لم تنجح في المجتمعات التي يتسابق فيها رجال الجيش ورجال الدين على القفز إلى السلطة.. فالديمقراطية تسببت في دمار هائل لمقدرات تلك المجتمعات لأنها أتاحت للمغامرين والانتهازيين القفز إلى سدة السلطة.. وأفسدوا أي إمكانية لقيام بنى تنظيمية.
4- الديمقراطية يمكن أن تكون وصفة عبقرية للنجاح والنمو والرفاه.. ويمكن أن تكون وصفة سحرية للحرب الأهلية.. وذلك لأن المبادئ الديمقراطية ترفض الاشتراطات في العمل السياسي.. كما ترفض ادعاء الوصاية على المجتمع.. وهاتان الصفتان هما أساس التوافق أو الاختلاف بين أطراف المجتمع.
5- الانتخابات هي وسيلة تحقيق الديمقراطية التي تقوم على أهمية صوت الفرد مهما كان وضعه الاجتماعي أو المالي أو العقلي أو العرقي أو الفكري.. فلكل فرد صوته.. وإذا أساء الناخب الاختيار فهناك أنظمة من مكونات بيئة العمل السياسي تُشَرِّع وتراقب وتحاسب.
6- الانتخابات ترفع الاهتمام بالمواطن فيصبح لأمره ولصوته ثقل.. وهنا يمكن أن يتحول الناخب أو مجموعة الناخبين إلى وسيلة ضغط (كما تفعل منظمة إيباك الإسرائيلية) ويصبح المرشح بعدها أسيراً لهم.. وهذا قد يقود إلى اختراق القانون بتفضيل المصلحة الضيقة على المصلحة العامة في سبيل إرضاء تلك المجموعة.. إضافة إلى أن الانتخابات تعزز التكتلات الفرعية المذهبية والقبلية والمناطقية.. وهذا يدفع الكثير من الحكومات الديمقراطية (الهشة) إلى التدخل كلاعب غير محايد في انتخابات هي المسؤولة عن حياديتها.
7- مع كل هذا فليس من سبيل لسياسة الشعوب في العصر الحديث إلا بالديمقراطية.